تسعى هذه الدراسة إلى تقديم مُقَاربَة شاملة يمكن من خلالها تحليل فرص وتحديات الاقتصاد الأزرق المصريّ في ظل أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، وذلك عن طريق عرض وتحليل مفاهيم الاقتصاد الأزرق وعلاقتها وتفاعلها مع أهداف التنمية المستدامة بما يلائم مُعْطَيَات الاقتصاد المصريّ؛ وَمِنْ ثَمَّ يمكن استكشاف الفرص الاقتصاديّة الزرقاء التي قد تدعم النمو الاقتصاديّ في مصر جنبًا إلى جنب مع استعراض أهم التحديات التي تعوق الأهداف التنمويَّة المستدامة للاقتصاد الأزرق. وتتبنى الدراسة منهجًا تحليليًّا وصفيًّا يستقرئ أهم أدبيات الاقتصاد الأزرق مع التطبيق على الواقع الاقتصاديّ المصريّ، بما في ذلك الجغرافيا الاقتصاديَّة. وقد توصلت الدراسة إلى أن المفهوم الواسع للاقتصاد الأزرق هو الأنسب لمصر، ووَفْقًا لهذا المفهوم لا يقتصر الاقتصاد الأزرق على أنشطة المياه المالحة من بحار ومحيطات فقط، بل يمتد ليشمل المياه العذبة أيضًا مُغَطِّيًا جميع الموارد المائيّة، كما كشفت الدراسة عن ارتباط ذلك المفهوم بجميع أهداف التنمية المستدامة تأثيرًا فيها وتأثرًا بها. وتطبيقًا على تلك المُقَارَبَة فإن َّ الفرص الرئيسة للاقتصاد الأزرق المصريّ التي قد تدعم النمو الاقتصاديّ هي: محور قناة السويس، والنقل البحريّ، والمواني البحريّة، والاستزراع السمكيّ وتربية الأحياء المائيّة، والسياحة الشاطئيَّة والسياحة النيليَّة، وتنويع مصادر الطاقة، وتحلية مياه البحر. أضف إلى ذلك أن أخطر التحديات التي تواجه الاقتصاد الأزرق المصريّ في ظل أهداف التنمية المستدامة هي: تغير المناخ، والصيد الجائر، وتحدي الغذاء والمياه والطاقة، والتلوث البحريّ والتلوث المائيّ، والسياحة غير المستدامة، والبيئة التمكينيَّة غير المواتية للاقتصاد الأزرق، وسد النهضة.