وضحت الدراسة الحالية المقصد العام من مفهوم مصطلح المؤشرات الدلالية للطاقة الجيوحرارية، وذلك من خلال تسليط الضوء على أهم المؤشرات الدلالية المتصلة بهذا النوع من الطاقة المتجددة، والمتوفرة في منطقة الدراسة المـُتمثلة بأعالي حوض وادي الحمض بمنطقة المدينة المنورة، وذلك من خلال الاستفادة من التكامل الحاصل بين التقنيات الجيومكانية، والذي بدوره يُسهم في تعيين وبناء الطبقات الرقمية الخاصة بتلك المؤشرات، وفقًا لطبيعة وخصوصية منطقة الدراسة، مما يُسهل بعد ذلك مسألة الاستفادة من الطاقة الجيوحرارية، والتخلص من أهم المعضلات المتعلقة بها، والمـُتمثلة في عدم إمكانية تعيين البُعد المكاني لهذا النوع من الطاقة، وارتفاع التكلفة الخاصة بذلك، لذا سعت هذه الدراسة إلى تحقيق هدف رئيسي لها، تشكل في عملية تعيين وبناء الطبقات الرقمية للمؤشرات الدلالية للطاقة الجيوحرارية بمنطقة الدراسة، من خلال تطبيق منهجية علمية محددة ذات جملة معينة من الخطوات الإجرائية، والبرامج التطبيقية المتعددة، والتي قد نوهت عن عدة مراحل تنفيذية ساعدت في تحقيق الأهداف البحثية للدراسة، تمثلت في كلًا من: تحديد منطقة الدراسة، وتعيين أهم المؤشرات، وجمع البيانات الجغرافية، وتخصيص التطبيقات البرمجية، ومعالجة البيانات الجغرافية لإنتاج الطبقات الرقمية والخرائط الجغرافية للمؤشرات الدلالية للطاقة الجيوحرارية، كما أنها قد أسفرت عن جملة من النتائج التي وضحت أهم المؤشرات الدلالية لطاقة الجيوحرارية بمنطقة الدراسة، حيث توصلت إلى أن هُناك ثلاث أنواع رئيسية من المؤشرات الدلالية تتواجد بمنطقة الدراسة وهي: المؤشرات الجيولوجية، والجيوفيزيائية، والطبوغرافية، وأن كل نوع من هذه المؤشرات له عدة عوامل دلالية مختلفة من حيث النوع والكم، ساعد في تقييم موارد الطاقة الجيوحرارية بمنطقة الدراسة، والتَّعرف على التوزيع المكاني لها، مما سيسهم في تعيين البُعد المكاني المحتمل للطاقة الجيوحرارية بمنطقة الدراسة في المستقبل.