شهدت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تحولات ديموغرافية كبيرة خلال العقود الخمسة الماضية. تمثلت هذه التحولات في انخفاض معدلات الخصوبة والوفيات، وزيادة متوسط العمر المتوقع، والتدفق الكبير للمهاجرين، مما أدى إلى تغيرات جوهرية في التركيبة السكانية، وظهور تحديات جديدة، مثل شيخوخة السكان ونقص القوى العاملة. يعود هذا التحول الديموغرافي إلى عوامل متعددة، منها التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها دول المجلس، وتطور الرعاية الصحية والتعليم، وتغير أنماط الحياة، والتقدم في مجال تنظيم الأسرة.
انخفضت معدلات الخصوبة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بشكل ملحوظ، من متوسط يبلغ حوالي سبعة أطفال لكل امرأة في عام 1970م إلى أقل من طفلين لكل امرأة في عام 2024م. ويعزى هذا الانخفاض إلى عوامل متعددة، منها ارتفاع مستويات تعليم المرأة، وزيادة مشاركتها في القوى العاملة، وارتفاع تكاليف المعيشة، وتغير القيم الاجتماعية. وارتفع متوسط العمر المتوقع في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بشكل كبير، من حوالي 65 عامًا في عام 1970 إلى حوالي 78 عامًا في عام 2022. ويعزى هذا الارتفاع إلى التحسن الكبير في الرعاية الصحية ومستويات المعيشة.
وشهدت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تدفقًا كبيرًا للمهاجرين، خاصة من دول آسيا، مما أدى إلى زيادة عدد السكان وتغيير التركيبة السكانية في هذه الدول. وتعتمد دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بشكل كبير على العمالة الوافدة في مختلف القطاعات الاقتصادية. وتواجه دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تحديات ديموغرافية كبيرة، مثل اختلال التركيبة السكانية ونقص القوى العاملة الوطنية. ويتطلب ذلك تطوير سياسات فعالة لمعالجة هذه التحديات وضمان مستقبل مستدام.
التغير السكاني، دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التنمية البشرية، الخصوبة، متوسط العمر المتوقع.