ترسم الأمراض المزمنة خريطة الأمراض العالمية في الوقت الراهن، في ظل التحول الديموجرافي والوبائي السائد، ولعل في صدارتها، تأتي الأمراض السرطانية Malignant Diseases، التي قدر حجم الأعباء الاقتصادية الناجمة عنها، بنحو 1.16 تريليون دولار؛ لذا تشكل أمراض السرطان أحد التحديات الرئيسة للدول؛ وفقًا لما يترتب عليه من تداعيات اقتصادية، واجتماعية، وديموجرافية على الأسر والحكومات.
ولقد جاءت مصر في صدارة الدول الأفريقية؛ وفقًا لحالات السرطان المسجلة، بحوالي 134632 حالة، بما يشكل (11.5%)، تصدرها سرطان الثدي، بمعدل إصابة (48.7/100ألف نسمة)، وبمعدل وفاة (20.4/100 ألف نسمة)، وبمحافظة المنوفية؛ تصدر أيضًا سرطان الثدي، بمعدل إصابة (17.6 حالة/100 ألف نسمة من الإناث)، وجاء في المرتبة الرابعة، بنسبة 8.3% من جملة وفيات الأورام بالمحافظة عام 2021م.
وعلى الرغم من تزايد وتيرة الإصابة والوفاة بأمراض السرطانات في مصر، فإن هناك قصورًا شديدًا في عملية التسجيل الإحصائي؛ حيث إن محافظة المنوفية- شأنها شأن غالبية المحافظات المصرية- تفتقر إلى وجود سجل موحد لحالات الإصابة بالسرطان؛ لذا سعت الدراسة، نحو إنشاء وتحليل أول قاعدة بيانات موحدة، ذات بعد مكاني لجميع حالات السرطان المسجلة بمستشفيات المحافظة؛ لتكون أساسًا لتحديد حجم المشكلة.
وجاءت الدراسة في خمسة مباحث رئيسة، تناول الأول التحليل المكاني لخريطة النطاقات المرضية للسرطان، وتصنيفاتها بالمحافظة، وكشف الثاني عن التباينات الديموجرافية لأمراض السرطان، وناقش الثالث الخدمات الصحية وهيراركيتها، وأفرد الرابع لتناول خريطة سرطان الثدي بين الإناث بالمحافظة: نموذجًا، واختتمت الدراسة في مبحثها الخامس؛ بتناول التخطيط، والإدارة الصحية لمنظومة الرعاية الصحية المقدمة.