للبيئة في حياة المدينة أثارا متعددة. يعد الموضع من عناصر البيئة المؤثرة في حياة المدينة. يظهر ذلك بوضوح من خلال التطبيق على موضع مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية باستخدام صور الأقمار الصناعية والخرائط الرقمية من جهة ونظم المعلومات الجغرافية من جهة أخرى. تقع مدينة جدة بين البحر الأحمر غربًا ومقدمات جبال الحجاز شرقًا مما أثر على استطالة الحيز الإداري للمدينة، وعدم تطابق الحيز الحضري مع الحيز الإداري، فضلًا عن عدم انتظام الأول مقارنة بالأخير. ويعود ذلك إلى طبيعة خط الساحل من جهة أولى، وطبوغرافية بعض المواضع المشغولة بالسبخات من جهة ثانية، والارتفاع فضلا عن الانحدار بكثير من المواضع داخل وعلى الأطراف الشمالية والشرقية للمدينة من جهة أخيرة. جاء ذلك من خلال التحليل المكاني للعلاقات بين ست طبقات تمثلت في طبقة نطاق المدينة، وطبقة الحيز الحضري المستخلص من صورة القمر الصناعي 2018م، وطبقة الحيز الإداري الرسمي للمدينة، وطبقة مناسيب سطح الأرض، وطبقة الانحدارات المستخلصة من طبقة المناسيب، وأخيرا طبقة السبخات أي الأراضي الرطبة.