يعتبر انجراف التربة من أهم المشكلات البيئية خصوصاً في الآونة الأخيرة مع التغيرات المناخية التي يشهدها العالم أجمع، وقد تشتد حدة المشكلة في المناطق التي التي تشهد غزارة في الأمطار، بالإضافة إلى سيادة الطابع التضاريسي المعقد من حيث شدة الانحدارات وتنوع التكوين الصخري كما هو الحال في حوض وادي أبها، الذي يقع بمنطقة عسير، لذا كان من الضروري إجراء دراسة دقيقة تشمل عدة مواقع متباينة الخصائص، وذلك بهدف التقدير الكمي لمعدلات الانجراف والارساب للتربة من خلال تطبيق منهجية قياس النشاط الاشعاعي لمطيافية جاما في النويد المشع للسيزيوم 137 كأحد التطبيقات الحديثة في مجال الجيومورفولوجيا، والتي تعتمد بشكل على أساسي على استراتيجية سحب العينات من الموقع المرجعي والمواقع الارسابية والانجرافية، من أجل إبراز مناطق التراكم والارساب من المناطق التي تشهد انجراف وتدهور للتربة مقارنة بالموقع المرجعي، وبهذا تعين تحديد مناطق البؤر الساخنة للارساب بمعدل تراوح ما بين 39.37-109.46 طن/هكتار/السنة، أما الانجراف يتراوح ما بين 1.20-38.25 طن/هكتار/السنة؛ مما تشير تلك المدلولات الرقمية على نشاط ظاهرة الانجراف بمنطقة الدراسة، الأمر الذي يسترعي الانتباه لوضع برامج إصلاحية في المناطق ذات الأولوية واجراء التدخل السريع لحمايتها ووقف تدهور التربة.