يعد النمو العمراني للمدينة المنورة حالة شديدة الخصوصية، حيث إكتسبت المدينة وجودها ونموها من قوة ذاتية تتعلق بدورها الديني عبر الزمن، إلى جانب الوعاء المادى الحضارى الذى يحتويها، ومن هنا تأتى هذه الدراسة في محاولة الوقوف على إبراز الشخصية الحضرية لباكورة المدن الإسلامية من خلال رصد وتتبع مراحل النمو العمرانى، وتحديد إتجاهات النمو العمرانى عبر الفترات التاريخية المختلفة، والوقوف على المتغيرات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية التى أثرت علي النمو العمراني للمدينة، وذلك بهدف دحض آراء المستشرقين عن المدينة الإسلامية، وتحسين وتطوير أداء المدينة ورفع كفاءة وفاعلية دورها الحضارى، الى جانب رصد النمو العمرانى فى النصف قرن الأخير من فترة الدراسة من خلال دمج الشبكات العصبية الأصطناعية للإستشعار عن بعد مع نظم المعلومات الجغرافية كأحد أهم أساليب الذكاء الإصطناعى المكانى الجغرافى، وذلك من خلال إستخلاص الكتلة العمرانية من نواتج التصنيف للصور الفضائية فى ست فترات زمنية مختلفة، كذلك تحديد إتجاهات النمو العمرانى على الجبهات المختلفة وقياس مساحاتها وإمتدادها المسافى على طول تلك الجبهات. هذا بالإضافة إلى الوقوف على معطيات النمو العمرانى من حيث الشكل والنسيج والعمليات الإيكولوجية، وقياس النمو العمرانى فى البعد الزمنى حتى عام 2050م. وأخيراً انتهت الدراسة بإنشاء النموذج الهيكلى لتقييم الملائمة المكانية للتنمية العمرانية بإستخدام النمذجة الجيومكانية للنمو العمرانى المستقبلى إعتماداً على إختيار وتحديد إحدى عشر متغيراً فى بناء النموذج.