تعد النباتات من جنس Prosopis أحد الأجناس المهمة حيويا وثقافيا وتجاريا في المناطق المناخية القاحلة، تشمل أصولها على حوالي 44 نوعا من أبرزها نبات الغاف (Prosopis Cineraria)، والتي تتعدد فوائدها لسكان المناطق الصحراوية. تتناول الدراسة أشجار الغاف في منطقة فلج المشايخ نظرا لأهميتها البيئية والاجتماعية والاقتصادية والطبية. من أبرز أهداف الدراسة التعرف على واقع وحالة أشجار الغاف وايضاح الاسباب التي تؤدي إلى تراجع نموه وانتشاره وزيادة الوعي لدى السكان المحليين ومتخذي القرار، مع الرغبة في وضع قاعدة علمية مرجعية للسكان المحليين والمؤسسات الحكومية نظرا لانخفاض الدراسات العلمية حول أشجار الغاف. اعتمدت الدراسة بعد مراجعة الدراسات المحلية والإقليمية والعالمية على العمل الميداني الذي شمل تسعة مواقع لمجتمعات الغاف، والملاحظات البيئية حول مواقع الانتشار، إضافة الى رصد آراء السكان عبر توزيع استبانة على التجمعات السكانية المحلية بطريقة العينة العشوائية لعدد 60 وحدة سكنية والتي مثلت 5% من مجتمع الدراسة. ومن أبرز النتائج التي خرجت بها الدراسة أن ظاهرة تقليم الغاف هي الأكثر شيوعا في قرية فلج المشايخ، وأن هناك العديد من مظاهر التدهور في مجتمعات الغاف بسبب العوامل الطبيعية المتمثلة في الأعاصير المدارية بنسبة 93.4%، وتكرار نوبات الجفاف بنسبة 86.7% والاحتطاب الجائر بنسبة 90% والرعي الجائر بنسبة 78.3%، إضافة الى التوسع العمراني والزراعي بنسبة 88.3%. وأن من أبرز مظاهر تدهور وتراجع تجمعات الغاف وجود تغيرات واضحة في الطقس بنسبة 71.7%. وزيادة سرعة الرياح 60% بسبب قلة العوائق النباتية، وزيادة رقعة التصحر بنسبة 73.3%، وانتشار النباتات غير المستساغة نسبة 53.3%. خرجت الدراسة بمجموعة من التوصيات أهمها: تنظيم حملات استزراع أشجار الغاف على جوانب الطرق والأماكن المفتوحة، وتشديد العقوبات على الاحتطاب غير القانوني.