تناول البحث المكانة الإدارية والحضارية لديوان الإنشاء في العصر المملوكي (648-922هـ/ 1250-1517م)، من خلال الموسوعة الفريدة في عالم الكتابة والإنشاء "صُبح الأعشى في صناعة الإنشا" لصاحبها أبي العباس القلقشندي (756 - 821هـ/ 1355- 1418م).
وقد هدفت الدراسة إلى التعرف على سيرة القلقشندي الحياتية والعلمية، ومنهجيته العلمية في تصنيفه وتأليفه، ودور ديوان الإنشاء في التطور الاجتماعي والسياسي والعسكري للبلاد المصرية في العهد المملوكي، ومعرفة رؤساء هذا الجهاز الإداري الخطير، الذي تطلب لأداء مهامه، نوعية خاصة من الكُتاب، لديهم الصفات المعرفية والشخصية التي ينالون من خلالها الحظوة والمكانة لدى الأمراء والسلاطين.
وقد خلصت الدراسة إلى جملة من النتائج والتوصيات كان من أبرزها:
- أن ديوان الإنشاء هو أهم ديوان أو مؤسسة حكومية في الجهاز الإداري المملوكي، وهو المتحدث الرسمي عن السلطان والسلطنة، وأنه لعب أدوارا جديدة - لم تكن من قبل - في العصر المملوكي، ويكفي القول بأنه كان جهاز المخابرات المملوكي الذي كانت تقاريره حافظة لمكتسبات الدولة المملوكية وحامية لها من المناوئين والمعارضين لفترة طويلة.
- أنه يجب تسليط الضوء من قبل الباحثين في عصر الدولة المملوكية على مخابرات الإنشاء ودورها في الذود عن مكتسبات الدولة المملوكية، والكشف بصورة تفصيلية عن أدوار ديوان الإنشاء في الحفاظ على المملكة وحمايتها، والأثار الثقافية والحضارية لرؤساء الإنشاء وكُتابه في الثقافة العربية والإسلامية.