النقود إحدى شارات الملك والسلطان، ولذا كان الثوَّار يحرصون على سكِّها ونقشِ أسمائهم عليها بمجرَّد قيامهم بالثورة، كما كانوا يسجلون عليها شعاراتهم ومبادئ ثوراتهم كنوعٍ من الدعاية الإعلاميَّة لهم بين الناس، ومن هنا فإنَّ دراسة هذه النقود تقدِّمُ فائدةً كبيرة لدارس التاريخ والحضارة الإسلامية في الكشف عن جوانب جديدة تتصل بهذه الثورات.
ومن هذا المنطلق يأتي هذا البحث الذي يسلِّط الضوء على الثورات التي اندلعت في إفريقيَّة في العصرين الأغلبي والفاطمي (184-362هـ/800-972م)، وبالتحديد تلك التي ضرب قادتُها نقودًا أو التي ارتبط اندلاعُها بأحداث تتصل بالنقود، وذلك من خلال ثلاثة مباحث، تناول الأول منها ثورة منصور الطُّنْبُذِي التي اندلعت في العصر الأغلبي، في حين تناول الثاني ثورة الدراهم التي اندلعت في العصر الأغلبي أيضًا، أمَّا الثالث فتناول ثورة أبي زيد الخارجي التي اندلعت في العصر الفاطمي. وأخيرًا جاءت خاتمة تضمَّنت أهم النتائج التي تمَّ التوصل إليها.

Money is one of the emblems of the King and the Sultan, So the revolutionaries were keen to mint and engrave their names on it as soon as they carried out the revolution, as they recorded their slogans and the principles of their revolutions, as propaganda for them among the people, hence the study of this money provides a great benefit to the student of history in revealing new aspects related to these revolutions.
This research sheds light on the revolutions in Ifriqiya in the Aghlabid and Fatimid periods, and focuses on the study of revolutions whose leaders struck money or those whose outbreak was associated with money-related events.