غامر الرحالة الألمانى أولريش جاسبر سيتزن بعد طول تردد بالقدوم الى مصر فى منتصف عام 1807 فى آثناء رحلته الثالثة والآخيرة الى الشرق الآدنى. وعلى الرغم من دراسته للطب إلا انه كان شديد الولع بالحضارات الشرقية والمصرية القديمة منها بصفة خاصة. كما كان مولعاً بجمع المخطوطات والمقنيات الأثرية من كافة بلدان الشرق الآدنى، وحملها معه أو إرسالها مع طرف آخر الى مدينته جوتا فى منطقة سكسونيا الألمانية. وقد ترك سيتزن ثروة كبيرة من المذكرات والخطابات الشخصية، وكذلك مخطوطات وآثار شرقية ومصرية قديمة، وجميعها مودعة حالياً فى مكتبة بلدية جوتا، وهى التى إعتمدنا عليها فى كتابة هذ الدراسة.
قضى سيتزن فى مصر حوالى العامين، حيث غادرها فى منتصف عام 1809 مع موسم الحج لزيارة مكة والمدينة متنكراً بين الحجاج، ومتقمصاً شخصية حاج عراقى شيعى. وخلال فترة إقامة هذا الرحالة فى مصر تجول بين مدن وقرى مصر السفلى فقط، دون أن يتمكن من زيارة مصر العليا، لعدم إستقرار الحالة الأمنية هناك، والمناوشات المستمرة بين قوات محمد على والمماليك المناوئين له حتى ذلك الوقت.
وعلاة على ملاحظاته حول المجتمع المصرى فى القاهرة والدلتا، دون عدة مقترحات لمشاريع تساعد على تحسين حالة سكان القاهرة، كما كتب عن بشائر التحديث، الذى أخذ محمد على فى إنجازها، وعبر عن أسفه لما شاهده من سوء معاملة المرآة المصرية من وجهة نظره. وقد أنتهت حياة سيتزن نهاية مؤسفة فى اليمن عندما آمر الإمام أنذلك رجاله بقتله فى ظرف لفها كثير من الفموض عام 1811.