لقد كان الغزو العراقي للكويت 1990م ، بمثابة مستجد خطير على العلاقات العربية العربية أدى إلى انقسام في صفوف الدول العربية، مما أفرز ثغرات في النظام الاجتماعي العربي، وعرض جامعة الدول العربية، لهزة شديدة أعجزتها عن التفاعل الإيجابي وإيجاد الحلول الناجعة لها، مما أثمر عن تدخلات أجنبية في الشؤون العربية.
ويلقي هذا المقال الضوء على دور جامعة الدول العربية يشكل عام، وجهود دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل خاص، في محاولة حل تلك الأزمة، منتهجين في سبيل ذلك الهدف كافة الوسائل السلمية –قدر الإمكان-، كما هدف البحث إلى بيان مواطن القوة والنجاح، في سياسة الجامعة العربية، وكذلك السياسة الخارجية لدولة الإمارات داخل أروقة جامعة الدول العربية.
وقد خلص البحث إلى العديد من النتائج منها:
العراق يستند إلى نظام قيمي يهدف لتحيق القومية العربية ، من خلال لعب دور أكبر على الصعيد الإقليمي ، وبالذات في المنطقة المجاورة له لما لها من أهمية اقتصادية كبيرة، ومن هنا حاول النظام العراقي خدمة أهدافه من خلال السيطرة على نفط الخليج ، وأما عن دور الجامعة العربية فلم يكن على المستوى المأمول لحل المشكلة جذريًا، وذلك يرجع لعدم توحد الدول الأعضاء خلف قرارات الجامعة، فقد انقسمت الدول الأعضاء إلى قسم يدين الغزو ويحذر من مغبته، و آخر أخذ يبرر للغزو بدواعي القومية العربية ، وأما عن دور دولة الإمارات العربية المتحدة فقد انتهجت الطرق المختلفة للبحث عن حل لهذه الازمة في إطار جامعة الدول العربية.