يتناول البحث بالدراسة،عددًا من المؤرخين الأوروبيين المجهولين الذين عاصروا مرحلة الحروب الصليبيةعلى مدى القرنين 12،13م ويتعرض للتعريف بهم، وبمؤلفاتهم ، وأهميتها في دراسة تلك المرحلة الفارقة من تاريخ العلاقات بين الشرق والغرب في العصور الوسطى.
أهمية الدراسة:
تتمثل أهمية الدراسة من خلال تركيزها على عدد من المؤرخين الأوروبيين المجهولين على إعتبار أن مؤلفاتهم من مصادر تاريخ تلك المرحلة المؤثرة في تاريخ العلاقات بين الشرق والغرب،واحتوت على إقرار واعتراف بالمذابح التي اركبها الصليبيون ضد المسلمين وبالتالي جاءت كتاباتهم كي تدينهم بأنفسهم.
منهجية الدراسة:
تقوم الدراسة على أساس منهج البحث التاريخي الذي يسعى إلى جمع المادة العلمية، وتحليلها والمقارنة بينها من أجل الاقتراب من الحقيقة قدر المستطاع ، وذلك بالاعتماد على المؤلفات التي كتبها أولئك المؤرخين.
إشكالية الدراسة:
أولًا: لا تتوافر ، حتى الآن – دراسة أكاديمية بالعربية تتناول أولئك المؤرخين، وانصرف اهتمام الباحثين إلى دراسة المؤرخين الآخرين سواء من الصليبيين أو البيزنطيين أو المسلمين ممن نعرف أسماءهم.
ثانيًا: نظر غالبية الباحثين لنصوص أولئك المؤرخين الأوروبيين المجهولين ، نظرة عدم تقدير على اعتبار أننا لا نعرف أسماءهم، أو معلومات كافية عنهم، وبالتالي، لم يلقوا التقدير الجدير بهم على الرغم من أهمية تلك النصوص التي تلقى الأضواء الكاشفة على بعض جوانب ذلك العصر دون إغفال أهمية المصادر التاريخية الأخرى.
ثالثًا: ثار جدل كبير بين المؤرخين المحدثين حول شخصية كل واحد من أولئك المؤرخين المجهولين ، وحالوا البحث فيهم من أجل الاقتراب قدر استطاعتهم من خلال إشارات قليلة ونادرة وردت بصورة عرضية في كتاباتهم، ولا تزال عدة جوانب في إسهاماتهم موضع نقاش بين الباحثين. وكان ذلك من خلال الافتراض المنطقي دون إمكانية الحسم بالطبع.