يهدف هذا البحث إلى تقييم الجوانب المختلفة لتأريخ المؤسسات التعليمية في القاهرة خلال العصر الأيوبي في كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار للمقريزي، واستعراض موضوعات وأنواع العلوم التي يتم تدريسها واتجاهات المؤسسات التعليمية في القاهرة خلال العصر الأيوبي، وأثر ذلك على الحركة العلمية آنذاك، وتوضيح دور المؤسسات التعليمية في ازدهار الحياة العلمية في القاهرة خلال العصر الأيوبي، حيث تأثرت المؤسسات التعليمية وموضوعاتها ومناهجها خلال العصر الأيوبي بالواقع السياسي والديني والاجتماعي والثقافي في تلك الحقبة الزمنية، وانعكس ذلك في وجوه عديدة، بشكل إيجابي أو سلبي على الحركة التعليمية، مما يبرز الحاجة إلى الكشف عن دلالات وأبعاد ونتائج المتغيرات التربوية والتعليمية والثقافية، وهو ما حاول هذا البحث معالجته. وتوصل البحث إلى عدة نتائج أهمها أن القاهرة في عصر الأيوبيين كانت محور نشاط علمي وفكري كبير جاء مصاحباً للنشاط السياسي والديني والاقتصادي المزدهر، واتضح أن إجلال السلاطين والأمراء في العصر الأيوبي للعلم والعلماء، ومشاركتهم في تحصيله، وإقامة العديد من المنشآت والمؤسسات الدينية والتعليمية، وحبس الأوقاف عليها، كل ذلك ساهم في التشجيع على تحصيل العلم ورعاية الطلاب والعلماء.