معلوم بأن مصادر دراسة التاريخ متعددة ومتنوعة وتضم بين دفتيها معلومات مختلفة بحسب طبيعة الكتاب والمؤلف والغاية والمقصد الذي لأجله ألف الكتاب، أو أن الكتابة تأثرت بمدرسة علمية ومنهجية ومسار كتابة سائد في ذلك العصر أدى لظهور مثل هذه الكتب، أو قد يسعى بعض الأشخاص للتعريف بشيوخهم ومعلميهم وإبراز مكانتهم وأثرهم العلمي الاستثنائي ومن درس عليهم وتلقى عنهم العلوم والمعارف والروايات والإجازات وغير ذلك؛ وكل ما تقدم وغيره دفع المؤرخين والعلماء المسلمين عبر تاريخهم لإيجاد نمط من المؤلفات التي رفدت المكتبة التاريخية بتفاصيل علمية عز نظيرها وذلك ضمن باب مؤلفات البرامج والفهارس، والتي انتشرت بشكل واسع في بلاد المغرب والأندلس والمشرق الإسلامي، ورغم تنوع أساليبها ومضامينها والاختلاف بين منهجياتها غير أن هدفها واحد هو التعريف بهؤلاء الأعلام الوارد ذكرهم في هذه المؤلفات.
لأجل هذا كان لابد من تسليط الضوء على الأهمية العلمية لكتب الفهارس والبرامج في دراسة التاريخ وتراجم الأعلام وسيرهم،

مشكلة البحث:
تتجلى مشكلة البحث في السؤال الأبرز وهو: ما الدواعي لظهور كتب البرامج والفهارس، وهل بالفعل قدمت لنا المعلومات التاريخية الاستثنائية التي يعول عليها في تصور سير أعلام تلك الحقب التاريخية المترجم لها.


تساؤلات البحث:
يسعى البحث للإجابة عن جملة تساؤلات، وهي: ما المقصود بالبرامج والفهارس؟ وهل لهذه المؤلفات منهجية واحدة في تأليفها؟ وما المقاصد والغايات من تأليف كتب البرامج والفهارس؟
 
خطة البحث:
وستكون هيكلية البحث على النحو التالي:
أولاً: مصطلح الفهارس والبرامج.
ثانياً: أنواع وأصناف الفهارس والبرامج.
ثالثاً: خصائص وميزات تأليف كتب البرامج والفهارس بين المشارقة والمغاربة.
رابعاً : أسباب التأليف ومسوغاته.
خامساً: منهجية الكتابة والتأليف.
سادساً: المكانة والقيمة العلمية لمؤلفات البرامج والفهارس.