مر المجتمع المصرى طوال تاريخه الطويل بالعديد من الازمات ومنها الأمراض والاوبئة , يرجع الإختلاف بين الأمراض والأوبئة إلى الأنتشاروالتأثير, فالمرض يحدث ويتم إتخاذ سبل علاجية له ومعدلات الوفيات منه طبيعية ولا ينتشر بشكل كبير, أما الوباء فيكون أكثر انتشار فى عدد الإصابات ومعدل الوفيات عن الأمراض المعتادة نظرا لعدم وجود علاج مكتشف له أو عدم إمتلاك العلاج وقد يتكرر أنتشار الوباء على فترات زمنية.
يتناول البحث دراسة مجموعة من الاوبئة والامراض التى انتشرت داخل الصعيد خلال النصف الاول من القرن التاسع عشرواسباب ظهورها ومدى انتشارها والأساليب التى اتخذتها الدولة للحد من انتشارها والعمل على الوقاية منها, واتخاذ مجموعة من الاجراءات الوقائية مثل وضع الكورنتينات اللازمة للحجر الصحى والعمل على التباعد وعدم الاختلاط لمنع التفشى والانتشار للاوبئة .
كما يوضح البحث الدور الكبير الذى قام به محمد على فى تنظيم الرعاية الصحية بمصر بهدف التصدى لإرتفاع نسبة الوفيات خصوصاّ الأطفال وتراجع أعداد السكان بمصر بما يضر بمشروعاته فى مصر , فأسس مدرسة الطب والعديد من المستشفيات بالإضافة لتشكيل اللجان الطبية من أجل مواجهة الاوبئة والتعاون مع الدول الكبرى مثل فرنسا وروسيا والتى اوفدتا لمصر بعثات طبية لدراسة تلك الاوبئة التى تفشت وعملت على وضع علاج لها والعمل على الحد من انتشارها بالمستقبل .