تعد الصداقة من أسمى العلاقات الإنسانية التي تربط بين البشر، فمن الصعوبة بمكان أن يعيش إنسان منعزلًا بدون أصدقاء يثق فيهم، ويعتمد عليهم، ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم، وقد مثلت الصداقة ملمحًا اجتماعيًّا بارزًا على مر العصور عامة، والتاريخ القديم خاصة، ويتضح ذلك جليًّا من خلال الكتابات الكلاسيكية والنقوش والآثار والأوراق البردية، لذا نالت عناية خاصة من بعض الكتّاب الكلاسيكيين قديمًا، كما عني العديد من الكتّاب المحدثين بدراسة الصداقة في العالم اليوناني والروماني، خاصة بلاد اليونان وروما في ضوء الكتابات الكلاسيكية والنقوش، وتتناول هذه الدراسة الصداقة في العصر البطلمي، من خلال دراسة مفهوم الصداقة في الوثائق البردية والنقوش والذي أشار لثلاثى معاني ؛ سياسية وادارية واجتماعية، وأهم أنواعها سواء صداقة العمل أو الجيران أو الأقارب أو بين الرجل والمرأة، وتتطرق للعلاقات المتشابكة بين الأصدقاء سواء كانت علاقات انسانية أو اجتماعية أو اقتصادية أو قانونية، فضلًا عن خطابات التوصية بين الأصدقاء، وأخيرًا الخلافات التي قد تنشأ بين الأصدقاء، ثم خاتمة بأهم نتائج الدراسة.