يتداخل أدب السيرة الذاتية مع فنون قريبة يحدث بينها الخلط من قبيل : رواية السيرة الذاتية، والسرد السير الذاتي ، والسيرة الروائية ، وهو خلط ينتج بعضه في الغالب الأعم عن التقاطع الحادث في الأنواع الأدبية وهدم الحدود الفاصلة بينه ا، وينتج بعضه عن ذائقة التلقي التي لم يعد في الإمكان إغفالها في تحديد جماليات النوع، والتي قبلت هذا التداخل واعتبرته مكملا وليس عيبا أو انتقاصا من أسس تشكيل النوع في الأساس .
وقد ارتبطت فنون وآداب السيرة الذاتية بعصور النهضة الحديثة، وساعدت على ذلك حركات التعليم التي بدأت في الانتشار منذ القرن التاسع عشر في معظم بلدان الوطن العربي، وهو ما أفرز أجيالا من الأعلام العرب تعمقت تجربتهم في الحياة، وشهدوا تحولات المجتمعات العربية وانتقالاتها الاجتماعية والفكرية والسياسية، وأسهموا في نهضة البلاد العمرانية والحضارية والعلمية، ومن ثم كان لديهم ما يستحق الكتابة عنه، وتسجيله، وهو ما كانت له صيغ متعددة، بعضها هو أدب السيرة الذاتية، أو الأدب السير ذاتي.