اختيار الكاتب لبحوثه وقضاياه التي يتناولها في كتاباته الموجهة للجمهور، لابد أن تعتمد على أسس وقواعد مدروسة بعناية شديدة، فاختيار الموضوعات يحتاج إلى فن ومهارة وثقافة ومعرفة شمولية بالواقع وفروع المعرفة المختلفة، وذلك ليكون متميزا في اختياره لموضوعاته وقضاياه، وقد اتسم اختيار الموضوعات عند الحيدري بكل هذا، مع اتساع الرؤية ومعرفة مدى حاجة الواقع الثقافي إلى المقال أو الدراسة، والشمول المعرفي ودقة المعلومات.
تتنوع هذه النماذج الفريدة فيما كتبه الحيدري تنوعا ملحوظا، يظهر ذلك من خلال رصد هذا التنوع فيما يلي: موضوعات مؤثرة في المجتمع سلبا - موضوعات مؤثرة في المجتمع إيجابا- موضوعات تتسم بالغرابة والإدهاش - موضوعات متصلة بالحداثة والتجديد - موضوعات نقدية غير شائعة.. إلخ
وقد تناول البحث كثيرا من هذه الموضوعات من خلال العناوين التالية: صورة المعوق في الشعر السعودي المعاصر، الشعر في مواجهة الإرهاب، المخترعات الحديثة في الشعر السعودي، صدى التقنيات الحديثة في الشعر السعودي ... إلخ قد انتهى البحث إلى أن الحيدري كان صاحب فكر متميز، نتج عنه اختيارات تحمل طابع الجدة والابتكار والتميز في كثير من الأحوال.