اعتبر العام 656هـ/ 1258م نقطة سوداء وعلامة فاصلة فى تاريخ المسلمين؛ فهو العام الذى سقطت فيه الخلافة العباسية أمام جحافل المغول الذين دمروا معالم الخلافة حتى انتهى الأمر بإسقاط الخلافة، بل وصل الأمر إلى قتل الخليفة العباسى نفسه. لقد أحدث المغول مذابح في بغداد بعد قتل الخليفة المستعصم ودمروا كل مراكز الحضارة في بغداد وجعلوا من مكتباتها وخاصة مكتبة بيت الحكمة جسرا على نهر دجلة. والجدير بالذكر أن سقوط بغداد كان كارثة على العالم الإسلامي إذ سقوط بغداد وانقراض الخلافة العباسية التي استمرت أكثر من خمسة قرون من أكبر الوقائع التى حدثت في التاريخ وكان له أسوأ الأثر في نفوس المسلمين جميعا، وقد أشار بالتفصيل الدكتور فؤاد عبد المعطي الصياد إلى نتائج سقوط بغداد - رمز وحدة المسلمين- والقضاء على مكانتها الدينية المتميزة وسقوطها. عهد جديد سيطر فيه المغول وأسسوا دولة لهم في إيران عرفت باسم الإيلخانيين ثم القضاء على أهم مراكز العلوم والآداب والفنون والعديد من النتائج لهذا السقوط.

ويهدف البحث إلى رصد أثر ذلك السقوط في النصوص التاريخية، ورصد الانفعال والتأثر الدرامي ووجع سقوط حاضرة المسلمين وتدميرها وما اقترن به من كتابات كانت شاهدة على ضياع حاضرة العالم الإسلامى تحت أقدام المغول.