ينطلق هذا المسار النقدي نحو نظرية السلطة وآليات تجسيدها في الخطاب المسرحي عبر تمثلاتها في بنية الموضوع والشخوص والصراع، بما يعكس النسق الأيديولوجي الاجتماعي، وما يتصل به من جدلية القوى في مستوياتها المتفاوتة.

اصطفى المسار النقدي مسرحية الفرافير ليوسف إدريس، والتي تعرض علاقة التبعية بين السيد والعبد، وتطرح في معية هذه الثنائية قضايا سياسية واجتماعية وأيديولوجية، يحاول يوسف إدريس بموجبها عرض فكرة إعادة التفكير في المسلمات التي فرضها المجتمع، وذلك عن طريق نهجه منهج التفكيك، وإعادة التكوين من خلال التبديل بين الأدوار والوظائف، وتجريب أكثر من نظام سياسي واجتماعي.

وتتجلى السلطة في هذه المسرحية بوصفها موضوعًا وأداة، وقد جعل يوسف إدريس من السلطة محلاًّ، وجعل أكثر من هوية تتبادر عليه وتتأثر بماهيته، ولكل هوية آلياتها في ممارسة التسلط؛ لذا برزت عدة هويات مارست السلطة في المسرحية، وقد اختلفت أبعاد كل هوية، فمنها ما يتعلق بالبعد الثقافي، وهناك ما يمثل البعد الاجتماعي.

يسلك المسار النقدي تحليل تقنيات العرض المسرحي؛ لإبانة الصراع بين السيد والعبد في مسرحية الفرافير وفق آليات نظرية التحليل النقدي للخطاب، التي تتناول "خطاب الهيمنة أي إساءة استخدام السلطة؛ فالتحليل النقدي معني في المقام الأول بدراسة الطرق التي تتم بها عملية الهيمنة الثقافية، أي فضح إساءة استخدام السلطة الاجتماعية والثقافية وعدم المساواة من خلال دراسة خطاباتها ونواياها المضمرة