يمثل هذا البحث محاولة لفهم الخطاب الجمالي في ديوان "طهطا البيت.. طهطا القبر" عند حسن طلب، مرتكزًا على فهم وظيفة الشعر عنده، والعوامل التي أدت إلى شاعريته من منطلق علاقة الخطاب الشعري بالموقف والسياق، وصولًا إلى معرفة المناحي الإبداعية التي ترتبت على إضافة الشعرية إلى الخطاب الجمالي.

تبحث الدراسة أثر المكان والزمن محورا العمل الأدبي على تشكيل آليات الخطاب بما ينتج أبعاد جمالية؛ بهدف الوصول إلى قدرته في استعمال اللغة وعلاقتها بالثقافة من ناحية أخرى؛ وذلك من خلال فهم الأبعاد التي شكلت الصورة لديه من خلال مادته وهي الشعر، والشعر شأنه شأن العلوم الإنسانية متداخلا مع عدد من العلوم الأخرى متأثرا ومؤثرا بفنون متنوعة، وثقافات متعددة، وخبرات وعدة معارف انعكس ذلك على أشكال الصورة الشعرية؛ بهدف الكشف عن مقاصده المضمرة في الخطاب، وكيف تم تشكيل عملية الخطاب داخل أعماله الشعرية، وعلاقته بالحال الذي وقع فيه، بجانب الكشف عن آليات تحليل الخطاب لديه من خلال مستويات معايير الخطاب، ومدى ترابطه على مستويي الاتساق والانسجام، وموضوع الخطاب نفسه داخل العمل الأدبي المتعلق بمدينة طهطا التي نشأ فيها حسن طلب، والكشف عن الوظائف الجديدة التي أضافها داخل أعماله الإبداعية، ومدى توفيقه في البنى الخطابية من جملة وعبارة وفقرة وحوار وحركات وأفعال واستخدامه لتلك البنى في توظيفها داخل سياق شكل خطابا جماليا جدير بالدراسة من خلال تحليل القيم التعبيرية ومدلولاتها والتداعيات التي أحدثتها تجاه المخاطب.