حاول هذا البحث تناول المآخـذ الإعـــرابية التي استدركها أبو حيان الأندلسي -الذي تميز بالملكة النقدية في اللغة والنحو والإعـــراب؛ فلم يكن يتقبل الرأي في المسألة إلا بعد دراسة وتحليل، وهذا ما جعله رائدًا من رواد النقد النحويِّ- في كتابه «البحـر المحيط في تفسير القــرآن العظيم» على أبي الحسـن الحوفي من حيث الصحة والخطأ، وحاولت ترجيح الصواب منها بالحجة والدليل، وإبــراز القيمة العلميـة لهــذه المآخـذ، وبيـان آراء المعربين حــولـها؛ لذلك استخدمت المنهـج الوصفـي التحليلي؛ للكشفِ عن مدى دقة الرأي النحويِّ لأبي حيان الأندلسيِّ مهتديًا بآراءِ علماءِ النحوِ والمعربين، ومقارنًا رأي أبي حيان بغيره إن وجد في المسألة الإعرابيــة.

وقد خلص البحث إلى أنَّ أبا حيَّان لم يتعمد تخطئة أبي الحسن الحــوفـي؛ بل أراد الوصــول إلى الرأي الصحيــح من وجهــة نظــره، ومناقشة آراء هذا العالم لما له من مكانة في التفسير وعلوم القرآن في عصره، وقد اختلف مع الحوفي في بعض المواضع حول مسألة إعرابية كاملة، وأحيانًا في جزء منها، بالإضافة إلى تفاوت الألفاظ والأساليب المستخدمــة في هذه المآخـــذ بين الصريحــة وغيــر الصريحــة؛ مما أعطى عدة دلائل منها وضــوح الرأي من عدمــه، وقــوة حجــة المأخــذ من ضعــفها.