منذ العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين روِّع العالم الإسلامي بظاهرة الإرهاب ومع بداية القرن الحادي والعشرين شهد العالم توسعا بالغا لهذه الظاهرة، وللأسف الشديد التصقت هذه الظاهرة بالإسلام والمسلمين، وهى قضية يرفضها الإسلام والمسلمون. وعلى الرغم من أن الإرهاب جريمة دولية إلا أننا حتى الآن لم نستطع تحديد مفهوم شامل للإرهاب، وربما كان ذلك نتيجة لعدم وجود خطاب دينى إعلامى جديد قائم على تحليل هذه الظاهرة وسبل مواجهتها على المستوى الإعلامي؛ فمن الملاحظ أن هناك حتى الآن قصوراً في الخطاب الديني الإعلامي في تناول ظاهرة الإرهاب.
وهذا البحث يتناول بالدراسة الخطاب الإعلامي الدينى الجديد في مواجهة الإرهاب موضحاً المقصود بالخطاب الإعلامي الدينى وهو الأداة والوسيلة التي تنقل المعنى الصحيح عن المفهوم الدينى للناس ومن خلاله يتم التعريف بسماحة الإسلام ونبذه للعنف. وتناولنا وسائل الخطاب الإعلامي الدينى فى مجال الدعوة عن طريق الصحافة، وهى وسيلة سهلة ولها مصداقية عند الجمهور.
ثم تناولنا فضل الشريط أو الكاسيت ودوره في مقاومة الظاهرة؛ فهو وسيلة دعوية هامة. ثم جاءت الإذاعة والتليفزيون والفضائيات، وهي من أهم الوسائل التعليمية الإعلامية وأوسعها انتشاراً، ومنها أيضا نشرات الأخبار التي تتناول الأخبار المتنوعة الداخلية والخارجية. ثم بعد ذلك تناولنا المؤسسات التربوية والخطاب الإعلامي الدينى الجديد ودورها في بيان سماحة الإسلام وحضارته من خلال الأسلوب التربوى.