هذا العدد يحتوي أربعة أبحاث جديدة ، جديدة في موضوعاتها ومناهجها وفي النتائج التي توصلت إليها . فالبحث الأول تقدمت به الدكتورة أسماء إبراهيم شنقار، أستاذ النقد الأدبي المساعد في كلية التربية جامعة دمنهور، وعنوانه "التجربة الروائية الرقمية للكاتب المغربي عبد الواحد أستيتيو" ، وتناولت فيه الباحثة بالتحليل نوعًا جديدًا من أنواع الرواية، كتب فيه أستيتيو أعماله الروائية، هذا النوع هو : الرواية الفيسبوكية، وانتهت الباحثة إلى أن استخدام قنوات تعبيرية جديدة مثل الفيسبوك كان له تأثيره على بناء الرواية وعلى أشكال تلقيها. والبحث الثاني الذي تقدمت به الدكتورة تيسير بنت عباس بن محمد الشريف، الأستاذ المشارك في قسم اللغة العربية وآدابها، جامعة الملك عبد العزيز بجدة، عنوانه (تحليل الخطاب الإشهاري "فنانيس رمضان" أنموذجًا) ، وتناولت فيه الخطاب الإشهاري في برنامج تلفزيوني للصور المتحركة على قناة MBC مستخدمة المنهج الحجاجي للغة البصرية والسمعية ذات التفكير البصري. أما البحث الثالث فتقدم به الدكتور شوكت نبيل المصري أستاذ النقد الأدبي المساعد بأكاديمية الفنون، وعنوانه "نحوُ القصيدة وتحولات الشعرية: مقدمة تأسيسية في قصيدة النثر العربي" ، وقدم فيه رؤية تأسيسية نظرية جديدة في مجال قصيدة النثر، إذ انتهى إلى أن قصيدة النثر العربية تختلف عن قصيدة النثر الغربية، وذلك بخلاف ما هو شائع من أنها نشأت في البيئة العربية متأثرة بنظيرتها الغربية ومترسمة خطاها. وأخيرًا يأتي بحث الدكتورة نورة بنت سعيد القحطاني، الأستاذ المساعد بقسم اللغة العربية، جامعة الملك سعود، بعنوان "جدلية الإنسانية والحيوانية في الرواية العربية: مقاربة أيكولوجية"، وتناولت فيه علاقة الإنسان بالبيئة وبالكائنات، من خلال منهج جديد هو منهج النقد البيئي، وذلك من خلال نماذج من الروايات العربية التي شكلت الكائنات الحية جزءًا من عالمها المتخيل، وبينت الباحثة الآثار التي أحدثها دخول الحيوان في العالم الروائي على الأسلوب السردي، وأثر هذا النوع من الروايات في زيادة الوعي البيئي. وهكذا نرى أن أبحاث هذا العدد تتميز بالجدة والجدية في التناول، فعسى أن تجد عند قراء مجلة سرديات الإفادة المرجوة والقبول، والله ولي التوفيق.  رئيس التحرير