تستهدف الدراسة الراهنة، محاولة عرض أبرز الاتجاهات النظرية، والمنهجية لمفهوم المواطنة النشطة، ذلك من خلال عرض الإرهاصات التاريخية للمفهوم، ثم عرض أبرز النظريات، والمناهج، وطرق القياس الإجرائية، التي جاءت بأبرز الأدبيات السابقة ذات الصلة بموضوع الدراسة بصورة تحليلية، وبالحديث عن منهجية الدراسة، فالدراسة تعتمد على أسلوب إعادة التحليل، وبهذا فهي تنتمي إلى نمط الدراسات التحليلية، وقد انتهت الدراسة الراهنة إلى حقيقة مفادها تنوع المداخل النظرية التي تناولت موضوع المواطنة النشطة وفقًا لأهداف كل دراسة، وطبيعة المجتمعات المختلفة، فثمة اتفاق أن من أبرز النظريات المعاصرة التي تناولت موضوع المواطنة النشطة (نظرية النسق الاجتماعي، ونظرية المجال العام، ونظرية الجودة الاجتماعية)، كما أظهرت الدراسة أن ثمة اتفاق في طرق قياس المواطنة النشطة إجرائيًا في السياق الأوروبي، من خلال عناصرها والتي تنتهي إلى أربعة أبعاد رئيسة وهي كالآتي: (الاحتجاج والتغيير الاجتماعي، الحياة المجتمعية، الحياة النيابية الممثلة، القيم الديموقراطية)، بخلاف السياق العربي الذي وجد صعوبة في قياس المواطنة النشطة بأبعادها، وفقًا للسياق الأوروبي.