تسعى هذه الدراسة إلى محاولة الكشف عن تجليات الأمثولة في رواية (السقا مات) ليوسف السباعي؛ فقد وظف الأديب الأمثولة في ثنايا خطابه الروائي، والتحمت ببنية الرواية لتكوّن لبنة أساسية في عملية قراءة هذا الخطاب الروائي وتحليله، وقد أعطاه هذا التوظيف فرصة للتعبير عن مختلف القضايا التي تتصل بالواقع والإنسانية بطريقة فنية مكنته لفتح باب الإبداع وتجسيد رؤاه وكشف أفكاره وتأملاته، فاهتمام الأديب بالأمثولة أمر يدعو إلى تعميق البحث في الفكر، فهي بمثابة سفينة أبحر قبطانها لفهم الوجود واكتشاف أعماق النفس البشرية؛ ليعيد للإنسان إنسانيته، التي تفخر بكل ما هو روحي في الطبيعة الإنسانية، فالأمثولة تتصل بالقضايا العامة مثل القدر والموت وإرادة الحياة، فهي تشخص وحدة الوجود، فهي بمثابة النواة التي ينطلق منها المبدع ليجسد رؤاه الفكرية والروحية، معبرا عن قضايا الواقع وخلجات الذات البشرية، فهي العامل الأساسي لتوهج عملية الإبداع في الذات المبدعة؛ لأنها تمس خلجات المبدع ومكنوناته النفسية، فتأتي محملة بالشحنات الانفعالية المؤثرة، مما يجعل الأمثولة قابلة للكثير من القراءات والتأويلات.
الكلمات المفتاحية: الأمثولة، السباعي، السقا مات.