تعني هذه الدراسة بدلالات العناصر الفنية في الدراما التليفزيونية المصرية، استكشافا لكيفية خلق العلامات الدرامية المعنى على شاشة التليفزيون، واستقصاءً لمدى تأثير التطور التقني ووفرة الإمكانات الإنتاجية على نوعية العلامات الدرامية التليفزيونية المنتجة، ومدى تأثير الرموز على بنية السرد والشخصيات الدرامية، كما تسعى إلى استكشاف خصائص وإشكاليات علامات الدراما التليفزيونية المصرية، اتبعت الدراسة المنهج الوصفي، تطبيقا لأداة التحليل السيميولوجي على الدراما التليفزيونية المصرية، لأهمية السيميولوجيا في الكشف عن الدلالات الفنية المتنوعة ما بين الأيقونية والإشارية والرمزية التي تبثها الدراما التلفزيونية وتؤثر بها بكل السبل على المشاهدين، اشتملت العينة على مسلسلين تليفزيونين مصريين: ليالي الحلمية (1987)، ونوس (2016)، وتوصلت الدراسة إلى اتسام العلامات الفنية بالدراما التليفزيونية المصرية بكافة الخصائص العلاماتية كالتحول والتوليدية والتضمينية، والحبكة الدلالية، فضلا عن كونها ذات حُجة دلالية وتأويلية، إلا أنها في المقابل تعاني من بعض الإشكاليات الدلالية كالتخمة السيميولوجية، والتشويش الدلالي، وتكرار العلامة، والإفصاح الشفاهي بالشفرة، كما أظهرت النتائج أن أفضل طريقة لخلق رمز سردي هو خلقه داخل منظومة رمزية، بحيث تُعرّف الرموز بعضها البعض، كما توصلت نتائج الدراسة إلى أن التطور التقني كان له بالغ الأثر في نوعية العلامات التي تنتجها الدراما التليفزيونية المصرية، كالأثر الناتج عن الانتقال من أبعاد الشاشة 3:4 إلى 9:16 ما ساعد على التركيز على خلق دلالات مكانية تتأتي عن طريق المسافة السطحية الأفقية بين العناصر الدرامية بدلا عن دلالات المسافة في العمق، كما تحول الاهتمام من دلالات حركة الشخصيات إلى دلالات حركة الكاميرا وساعد على ذلك التطور التقني بالكاميرات والعدسات التليفزيونية.