تعتبر "المدن الذكية" بديلاً كاملاً لاقتصاد عالمي أكثر فعالية وإنسانية وإنتاجية وصحة ونظافة ورونقاً وجمالاً وأكثر احتراما للبيئة، حتى أنها باتت تشكل ركيزة لمستقبل البشرية، لذا شيدت العديد من الدول منشآتها للمدن الذكية التي أضحت صورة باهرة عن تطور الإنجاز البشري في مجالات التكنولوجيا والعمران. ولقد تطورت "المدينة الذكية"، فأصبحت مفهوماً شاملاً ومترابطاً ومتشعباً، بل مدرسة عمرانية جديدة قائمة بحد ذاتها. وتهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على العلاقة الموجودة بين المدن الخضراء والتنمية المستدامة، على اعتبار أن هذه المدن تشكل نموذجاً لتطور المجتمعات البشرية في جميع مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والتقنية، فأمام النمو المستمر لعدد السكان ونمو احتياجاتهم كان لابد من إيجاد حلول لمختلف المشاكل التي تواجههم، لاسيما ما تعلق منها بالمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتقنية، ومن هنا ظهر هذا النوع من المدن الذي يسعى إلى تلبية كل هذه الاحتياجات ومنه إلى تحقيق التنمية المستدامة.

اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي والتحليلي وتوصلت إلى تحديد مدى مساهمة المدن الذكية في تحقيق التنمية المستدامة، عن طريق اعتماد ضوابط ومعايير وشروط تؤخذ بعين الاعتبار عند وضع مخططات هذه المدن مع العمل على تطبيقها فعلياً على ارض الواقع. واوصت الدراسة بتطبيق مفهوم العمارة الخضراء وضرورة تطوير البنى التحتية للمساهمة في تحويل مدينة المنيا الجديدة إلى مدينة ذكية.