أتناول في هذه الورقة البحثيَّة المُعَنْوَنة بـ "عَقْلَنة ماكس فيبر لسوسيولوجيا فَنّ الموسيقى"، رؤيَة الفيلسوف ماكس فيبر المُتميِّزة لعِلْم الموسيقى وموقفه منها، وذلك لِمَا يتصف به من فِكْرٍ ذي نظرةٍ عقلانيَّةٍ، كما نَسَبَ فيبر الفضل إلى أوروبا في أنها هي من جعلت فَنّ الموسيقى يتسم بالكَوْنيَّة والهارمونيَّة، وذلك بعد ما تَمَّ اكتشاف "النوتة الموسيقيَّة"، فانتقلت الموسيقى بهذا الفضل من المرحلة الشَّفَهِيَّة إلى المرحلة المكتوبة الا اننى اثبت خطأ فيبر فى هذه الجزئيه

ففَنّ الموسيقى لديه هو فَنٌّ يعتمد على التَّفْكير العِلْميّ العقلانيّ، والذي يقصد به فَلْسَفيًّا "مرحلة اللوجوس"، فقد كان يرفض القول بإن العقلانيَّة خاصيَّة مرتبطة بالثقافة الغَربيَّة فقط، لقد امتازت الرؤيَة السوسيولوجيَّة لفيبر بانتباهها إلى قيمة المُكَوِّن الدِّينيّ ودوره في عملية التغيير والتحوّل، فرفع شعار "إزالة السِّحْر عن العَالَم"، لانه لاحظ أن فَنّ الموسيقى في الشُّعُوب القديمة كان وسيلة للسِّحْر والتعبُّد والبحث عن الخَلاص،

ولكن كان له موقف مغالط من فَنّ الموسيقى العربيَّة حيث قال: "إن الإسلام دِيانة لا عقلانيَّة، تسودها أفْكار خُرافيَّة وسِحْريَّة مُعَادية للعَقْل واللوجوس والمَنْطق، ولذلك لم تتطوُّر الأوضاع الاقْتِصاديَّة في تلك البُلْدان، كما انه أطلق تعبيرًا صادمًا بقوله: إن ما حدث لفَنّ الموسيقى عند العَرَب هو نوع من أنواع " تخلف المعرفه" فأتهم الفارابي بأنه رَفَضَ عَقْلنة الموسيقى،

لكن الحقيقه هى ان فيبر هو الذي قصَّر في البحث والتَّقصِّي كما يجب اتجاة ذلك ، كما أنه فى ذات الوقت لا يريد أن يعترف بأن هناك سبب رئيسي اخر الا وهو حدوث اجتياح مغولي على العَالَم العربيّ عام 656ه، والذي كانت من أهم نتائجه السلبيَّة، حدوث تخلُّف ثقافيّ في المنطقة العربيَّة جميعها