هدفت الدراسة الراهنة إلى الوقوف على العوامل المؤثرة على عدالة توزيع الخدمات الطبية بالمستشفيات الحكومية وخاصةً بعد تفشي جائحة كورونا، وما إذا كانت جائحة كورونا قد تسببت في زيادة التفاوتات الصحية وإضافة المزيد من الأعباء على الفقراء والضعفاء والمهمشين في المجتمع واستبعادهم خارج نطاق الحماية الاجتماعية. وتنتمي الدراسة الراهنة إلى نمط الدراسات الوصفية التحليلية، واعتمدت على منهج المسح الاجتماعي بالعينة، كما اعتمدت على استمارة الاستبيان كأداة رئيسية لجمع البيانات، وقد تم اختيار عينة عمدية ممن أصيبوا بفيروس كورونا من شرائح مختلفة من الطبقة الوسطى، وشرائح من الطبقة الدنيا من العمالة غير المنتظمة، وبلغ حجم العينة الإجمالي (234) مفردة. وقد توصلت الدراسة إلى انخفاض الرعاية الصحية المقدمة للشرائح الدنيا في المستشفيات الحكومية بالإضافة إلى عدم وجود عدالة في تقديم الخدمات الطبية في المستشفيات الحكومية بين الطبقات الغنية والفقيرة. كما كشفت نتائج الدراسة الميدانية عن مواجهة معظم شرائح الطبقة الدنيا للكثير من الصعوبات لدخول مستشفيات العزل الصحي، بالمقارنة بشرائح الطبقة الوسطى. بالإضافة إلى اختلاف خدمات التأمين الصحي المقدمة باختلاف المستوى المهني والطبقي، كما أثرت جائحة كورونا على شرائح الطبقة الدنيا من الناحية الاقتصادية بشكل كبير بالمقارنة بشرائح الطبقة الوسطى، وذلك من خلال تسريح العديد من العمالة غير المنتظمة من أعمالهم، لذا أوصت الدراسة بضرورة تقديم خدمات الرعاية الصحية في المستشفيات الحكومية للجميع بدون تحيزات على أساس الدخل أو المهنة.