سعت الدراسة إلى رصد وتحليل وتقويم وسائل الإتاحة الاتصالية لذوى الإعاقة بالجامعات الحكومية المصرية، من حيث دراسة الاجراءات الاتصالية والتنظيمية الخاصة بكفاءة الاتصالات المؤسسية ومعايير جودتها بمراكز ذوى الإعاقة بالجامعات، والتي أسستها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID (2020 -2024)، واعتمدت في إطارها النظري على تطبيق واختبار نموذج مقترح قدمه الباحث بالدراسة الراهنة، وتنتمى الدراسة لنوعية الدراسات الوصفية، واستخدمت أسلوب دراسة الحالة بالتطبيق على عدد (5) مراكز لذوى الإعاقة بعينة من الجامعات الحكومية المصرية هي (القاهرة – عين شمس – الاسكندرية – المنصورة – أسيوط). واعتمدت على أدوات بحثية في جمع المعلومات هي: دليل المقابلات المتعمقة مع عينة عمدية من المسؤولين بمراكز ذوى الإعاقة بالجامعات الحكومية، تحليل المحتوى الكيفي للمنصات الرقمية لمراكز ذوى الإعاقة بالجامعات، الجلسات النقاشية المركزة مع عينة متاحة من الطلاب ذوى الإعاقة بالجامعات الحكومية.
كشفت النتائج عن عدم وجود سياسة اتصالية أو خطة عمل للاتصال المؤسسي بكل المراكز الخاصة بذوي الإعاقة بالجامعات الحكومية، ومحدودية وسائل الإتاحة الرقمية أو التدريب عليها، وغياب لوجود التقنيات الرقمية المساعدة لذوى الإعاقة، واعتماد كل مراكز ذوى الإعاقة على الفيسبوك كمنصة لنشر أخبارها، ولكن أغلب المراكز افتقدت لمعايير الكفاءة في إدارة صفحاتها، كما عكست النتائج وجود اتجاه سلبى من الطلاب عينة الدراسة نحو الأداء الاتصالى لمراكز ذوى الإعاقة.
قدمت الدراسة إطاراً نظرياً لنموذج مقترح من الباحث تحت مسمى "معايير كفاءة الاتصالات المؤسسية المستدامة"، وحدد النموذج العوامل المؤثرة في كفاءة الاتصالات المؤسسية المستدامة في خمسة عناصر: السياسة الاتصالية للمؤسسة، حجم وطبيعة نشاط المؤسسة، البناء التنظيمي لوظائف الاتصالات المؤسسية، كفاءة ممارسي الاتصال المؤسسي، القيم والمعايير الاتصالية الحاكمة. وقدم النموذج مكونات منظومة الاتصالات المؤسسية في ستة اجراءات: تأسيس كيان تنظيمي متطور للاتصالات المؤسسية – إعداد وتأهيل فريق العمل بالاتصالات المؤسسية – تنوع الأنشطة والفعاليات الاتصالية داخل وخارج المؤسسة، استخدام كافة وسائل الاتصال المباشر والإعلامي والرقمي – تبنى معايير صناعة المحتوى الاتصالى الاحترافي – تطبيق استراتيجية التقييم والتقويم للأداء الاتصالى المؤسسي. وقد خلصت النتائج بعد تطبيق واختبار النموذج إلى ضعف كفاءة الاتصالات المؤسسية بمراكز ذوى الإعاقة، وأن مؤسسة USAID قد اتجهت للجوانب الفنية والإدارات ذات الصلة باحتياجات ودعم ذوى الإعاقة وأغفلت الجانب الاتصالى المؤسسي، مما أوجدا اتجاهاً سلبياً بين الطلاب ذوى الإعاقة بالجامعات الحكومية عينة الدراسة.