سعى البحث الحالى للتعرف على تمثيل أبعاد الهوية الوطنية للدول المنظمة لكأس العالم، فى تصميم الفعاليات البصرية "الهوية البصرية" الخاصة به والتى تتمثل فى الشعار المرئى، التميمة، والملصق الدعائى)، والتعرف على مدى توظيف أبعاد الهوية الوطنية للدول المختلفة فى عناصر التصميم المختلفة، والرموز والألوان المستخدمة، وطبيعة القيم الثقافية والاجتماعية والحضارية، التى عكستها تلك التصميمات، بالإضافة للتعرف على مدى تمثيل الأبعاد السياسية والاقتصادية والعسكرية، وكذلك الأبعاد العلمية والجغرافية للدول المختلفة.
واعتمدت الدراسة على منهج المسح، ودليل التحليل الكيفى لجمع البيانات، وذلك من خلال الحصر الشامل لجميع عناصر الهوية البصرية منذ انطلاق كأس العالم عام 1930 وصولا إلى كأس العالم 2022. وتوصلت الدراسة فى أهم نتائجها إلى تمثيل البعد الثقافى فى اللغات المستخدمة فى النصوص المكتوبة، وكذلك الاعتماد على أشهر الفنانين فى العصور المختلفة لابتكار الملصقات الدعائية للبطولة.ظهر التأثر الواضح بالفنون المنتشرة فى الفترات المختلفة خلال تنظيم بطولات كأس العالم حيث ظهر التأثر بالفن الزخرفى، والفن التكعيبى، كما تأثرت التميمات فى السبعينيات بألعاب الفيديو، وفى الألفينيات ظهر التأثر بالتطور فى الرسوم الجرافيكية.وتم توظيف ألوان أعلام الدول الوطنية فى الهوية البصرية بشكل كامل، وظهر البعد الاجتماعى من خلال التركيز على نمط المعيشة وأسلوب الحياة السائد فى الدول المنظمة كالاعتماد على تميمة فى شكل "كلب" وهو الحيوان الأليف الأكثر شهرة فى الولايات المتحدة وذلك عام 1994، وعام 1998 ظهور الديك الفرنسى، كما تم توظيف البعد الحضارى من خلال التركيز على أشهر الأزياء مثل بطولة عام 1978 بالأرجنتين وملابس الجاتشو. كما ظهر البعد الجغرافى مرات عديدة حيث ظهور خرائط الدول المنظمة أو مكانها الجغرافى مثل بطولات 1962، و1986، و 1998، وظهر البعد العلمى من خلال التركيز على مجالات تفوق الدول المنظمة للبطولات مثل بطولتى عامى 1974، و2018،كما ظهر فى البعد الرياضى فى بطولات 2010، 2014، و 2018.
وبشكل عام نجحت الدول المنظمة لبطولات كأس العالم فى تمثيل هويتها الوطنية بأبعادها المختلفة فى الهوية البصرية للفعاليات المختلفة، بالرغم من ملاحظة الباحثة عدم تشابه التصميمات واختلافها بشكل جذرى عن بعضها البعض فى الهوية البصرية للبطولة الواحدة.