باتت تطبيقات التراسل الفوري مثل واتساب ومسنجر وتليجرام وسكايب ولاين فايبر وميكروسوفت تيمز وغيرها من الأدوات المهمة في غرف الأخبار حيث يشيع استخدامها كوسيلة للتواصل بين أعضاء الفريق الواحد أو مع جهات الإدارة، ولجمع الأخبار ونشرها، فضلا عن التفاعل مع الجمهور. بيد أنه هناك تباين في طبيعة هذا الاستخدام وكثافته بين مؤسسة وأخرى، وتنوع في مواقف المؤسسات الصحفية بشأن الاستثمار في هذه الوسيلة في المستقبل. وتسعى هذه الدراسة الوصفية التي تتبنى منهج المسح لرسم صورة دقيقة لطبيعة هذا الاستخدام داخل عينة مختارة من غرف الأخبار متعددة المنصات في مصر من خلال مقابلات متعمقة مع 12 من كبار الصحفيين الذين يتولون أدوارا إدارية في عينة عمدية لتسع مؤسسات إعلامية وصحفية كبرى عاملة في مصر حكومية وخاصة وعربية وأجنبية. وقد كشفت النتائج عن تفوق تطبيق واتساب في كل أشكال الاستخدام داخل غرف الأخبار عينة الدراسة على باقي التطبيقات يليه مسنجر ثم تليجرام. وكشفت الدراسة أيضا عن امتناع غالبية تلك المؤسسات عن جمع الأخبار من الجمهور العادي عبر تطبيقات التراسل الفوري، وكذلك امتناع غالبيتها عن التفاعل مع الجمهور عبر نفس الوسيلة.  وكذلك رصدت الدراسة تراجعا في النشر عبر تطبيق تليجرام لمعظم المؤسسات، واكتفاء معظمها بالاستثمار القائم في الوسيلة وغياب مدونات إرشادات استخدام التطبيقات والتدريب الكافي في معظم غرف الأخبار عينة الدراسة. وجاء عامل قلة الموارد المالية والبشرية سببا جوهريا وراء عديد هذه المواقف من قبل المؤسسات عينة الدراسة تجاه استخدام تطبيقات التراسل الفوري.