سعت الدراسة إلى تحري علاقة الشبكات الاجتماعية بإنماء الشعور بالآخرين؛ وذلك عبر الكشف عن دور مقاطع فيديو الحالات الإنسانية ببرنامج "مذيع الشارع" بفيسبوك، في تعزيز التعاطُف مع الحالات المُستضَافة، وإنماء حالات شعورية لدى المستخدمين، تجاه هذه الحالات. واعتمدت الدراسة على منهج المسح، وفي إطاره استُخدم التحليل الكيفي؛ لتوصيف عينة عمدية قوامها(26) فيديو من سلسلة "جبر الخواطر" بالبرنامج، من مقاطع الفيديو التي سجلت ألف مشاركة على الأقل في عام 2023. كذلك استُخدِم تحليل المضمون؛ لمعرفة مستوى تفاعل الجمهور مع مقاطع فيديو الحالات الإنسانية، ولتحليل عينة عمدية قوامها (1300) تعليق على المقاطع محل الدراسة؛ للكشف عما إذا كانت هذه التعليقات تعكس تعاطفًا مع الحالات الإنسانية المُقدَّمة، ومن ثَم الكشف عن أبعاد التعاطف التي تعكسها التعليقات. وقد اعتمدت الدراسة على مدخل التعاطف الرقمي. وتوصلت النتائج إلى إسهام الشبكات الاجتماعية في تعزيز الشعور بالآخرين، حيث عكست تعليقات الجمهور أبعادًا مختلفة للتعاطف مع الحالات الإنسانية بمقاطع الفيديو محل التحليل، أبرزها: (التقدير المجتمعي) ؛ لشكر صُنَّاع البرنامج على مساعدتهم حالات تستحق الدعم. وتصدرت مقاطع الفيديو التي ظهرت بها (امرأة) الترتيب، بالنسبة للتفاعل عبر: (المشاهدة)، و(التعليقات)، و(المشاركات)، في حين تقدمت الترتيب فئة (أحد الجنسين أو كليهما مع أطفال)، بالنسبة لُبعد (التفاعلات السريعة)، بما يشير إلى تعاطُف الجمهور مع فئتي النساء والأطفال بشكل أكبر.