تُعد المشاركة المدنية لطلاب الجامعات المصرية من الآليات التي تستخدم لبناء شخصية الشباب وتحصينهم من التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي، علمًا بأن المشاركة المدنية في جوهرها هي ذلك النوع من المشاركة الذي يقوم به المواطن للتعرف على المشكلات التي تواجه مجتمعه المحلي ومحاولة مخاطبة المسؤولين والتصدي لهذه المشكلات والقضايا وإيجاد حلول لها، وبالتالي فهى أحد أشكال المشاركة الفاعلة التي يقوم بها المواطنين الصالحين نتيجة لشعورهم بالمسؤولية المدنية تجاه أوطانهم.
وتدور الدراسة الحالية حول تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على المشاركة المدنية لطلاب الجامعات المصرية خلال عام 2022 للتعرف على الأدوار الذي تقوم بها شبكات التواصل الاجتماعي لدى الشباب ومن ثم استخدامها نحو الأفضل الذي يحقق مشاركة مدنية فعالة من قبلهم، وتعتبر الدراسة من الدراسات الوصفية التي تهتم بوصف وتحليل العلاقة بين المتغيرات واختبار بعض الفروض المبدئية التي تساهم في مزيد من الإلمام بأبعاد العلاقة بين استخدام شبكات التواصل الاجتماعي وبين مدى إقبال الشباب على المشاركة المدنية داخل مجتمعهم.
وقد استخدمت الدراسة طريقة المسح الاجتماعي بالعينة على عينة عشوائية بسيطة بلغ عددها 400 مفردة من طلاب الجامعات الحكومية والخاصة المصرية بنسبة متساوية كما استخدمت الدراسة استمارة الاستبيان كأداة لجمع البيانات من خلال مجموعة متنوعة من الأسئلة المفتوحة والمغلقة وتوصلت الدراسة لوجود علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين مستوى المعرفة المدنية للشباب ومستوى مشاركتهم المدنية، وكذلك وجود علاقة طردية بين استخدام شبكات التواصل الاجتماعي وبين ارتفاع مستوى المعرفة المدنية، بينما توصلت الدراسة لعدم وجود علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين الاستخدام النشط لشبكات التواصل الاجتماعي ومستوى المشاركة المدنية لطلاب الجامعات المصرية عينة الدراسة وبالتالي يمكن القول أن الدراسة توصلت إلى أن استخدام شبكات التواصل الاجتماعي يسهم بالدرجة الأولى في زيادة مستويات المعارف المدنية بينما لا يرتبط بمستويات المشاركة المدنية.