تأتي هذه الدراسة للتعرف إلى رؤى القائمين بالاتصال في بناء استراتيجيات متكاملة لتطوير الإعلام البيئي، تنتمي الدراسة إلى الدراسات المستقبلية التي تعتمد على المنهج الاستشرافي، وتستهدف تحليل وتقييم واستشراف السيناريوهات المستقبلية، بالإضافة إلى منهج المسح بشقيه الوصفي والتحليلي لجمع البيانات وتقديم تحليل عميق لنتائج الدراسة والسيناريوهات المحتملة التي ستتوصل إليها باستخدام استمارة استبيان مع القائمين بالاتصال. وتم تطبيق هذه الدراسة على عينة عمدية متاحة قوامها 60 مبحوث من العاملين في الإعلام البيئي بالمؤسسات الإعلامية في مصر، للتعرف إلى رؤيتهم لكيفية تقييم المشهد الحالي للإعلام البيئي للخروج بسيناريوهات محتملة من شأنها تعمل على تطوير الإعلام البيئي وآليات التعامل مع القضايا والمشكلات البيئية والتغيرات المناخية التي تشغل الرأي العام العالمي.
وتوصلت الدراسة إلى غلبت على عينة الدراسة السيناريو الإصلاحي أو الإبداعي التفاؤلي (بدرجة كبيرة) بنسبة تجاوزت أكثر من نصف عدد المبحوثين، وتوقع المبحوثين أنه سيزيد الجانب المعلوماتي حول قضايا الإعلام البيئي، وبالتالي تزويد المؤسسات الإعلامية بمزيد من المعلومات حول المشكلات البيئية التي تواجه البلاد، وستتوافر آليات لتحسين العامل الاقتصادي لدى المؤسسات الإعلامية في تطوير المحتوى الاعلامي البيئي. وأن الاهتمام بالموضوعات الإعلامية لقضايا البيئة محدود وقد يكون قاصرًا فقط أثناء مؤتمرات المناخ والبيئة فقط. وتشير النتائج الخاصة بالاستراتيجيات التي يتم استخدامها في إعداد محتوى الإعلام البيئي  إلى أنه جاءت استراتيجية (الاستعانة بمتخصصين في مجال الإعلام البيئي في إعداد مثل هذه المضامين) في المرتبة الأولى بنسبة (34%).
وأوصت الدراسة بتدشين تصورات لهيكلة المؤسسات الإعلامية المختلفة والتعمق في فهم مراحل الإنتاج للإعلام البيئي في ضوء رؤية مصر 2030. وتدريب الصحفيين والإعلاميين وصقل مهاراتهم في استخدام تلك التقنيات الحديثة والاستفادة القصوى منها في صناعة الإعلام البيئي.