يسعى هذا البحث إلى تحليل أثر الإعلانات الخضراء في مواقف وسلوكيات الشباب المصري فيما يتعلق بقضايا البيئة ومنها قضية التغيرات المناخية، حيث تعد الإعلانات الخضراء إستراتيجية شاع استخدامها في السنوات الأخيرة لتسويق المنتجات التي يُزعم أن لها تأثيراً إيجابيًّا على البيئة.
ويعتمد البحث على المنهجين التجريبي والمقارن، ويوظّف نظرية التنافر المعرفي "Cognitive Dissonance Theory" ويختبر فرضياتها التي تشير إلى أن الأفراد يشعرون بالتنافر عندما يكون لديهم معتقدات أو مواقف متضاربة. وتم تطبيق التجربة على مجموعتين تجريبيتين من الطلاب في جامعتي المنيا والمنوفية، وتوصل البحث إلى أنه عندما يتعرض الشباب للإعلانات الخضراء، فإن ذلك يزيد من وعيهم ومعرفتهم بالقضايا البيئية. وهذا الوعي المتزايد أدى إلى تحولات جزئية في مواقفهم تجاه البيئة، وسلوكياتهم المتوقعة، ومن ثمّ فإن مشاهدة الإعلانات الخضراء أسهمت في إزالة التنافر المعرفي النسبي الذي تمّ رصده لدى مجموعات الشباب عينة البحث. كما أثبتت نتائج الدراسة المقارنة أن الفروق بين مجموعات المبحوثين كانت محدودة بما يعكس الفهم العام لدى الشباب الجامعي المصري للقضية. وعلى هذا يمكن الحكم بأن الشباب الجامعي المصري لديه دافعية لتقليل التنافر بشأن قضايا البيئة مما يعكس إدراكًا معقولاً بأهمية دور كل فرد في الإسهام في حماية البيئة من خلال مواقف وسلوكيات أكثر تأييدًا للبيئة في ضوء الظروف الصعبة التي يواجهها العالم في هذا الشأن من تغيرات مناخية وأزمات بيئية مختلفة.