هدفت هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على التغطية الإخبارية بمنهج صحافة الحلول كأداة لدعم جهود مواجهة التغير المناخي من خلال دراسة ميدانية على الصحفيين المتخصصين في شئون البيئة والمناخ بالصحف المصرية المطبوعة والرقمية، وقد اعتمد الباحثان على أسلوب العينة العمدية في جمع البيانات الخاصة بالدراسة الراهنة، حيث تم إجراء مقابلات متعمقة مع 10 من المحررين المتخصصين في تغطية شئون البيئة والمناخ في الصحف والمواقع المصرية.
جاء تطور الاهتمام بالصحافة البيئية على المستوى العالمي وزيادة الوعي الجماهيري بقضايا البيئة والمناخ في مقدمة أسباب ودوافع اهتمام المحررين عينة الدراسة بالعمل في مجال صحافة المناخ والتخصص فيها، علمًا بأن هذه الاهتمام يستند إلى دافع ذاتي ورغبة شخصية لدى المحررين في تطوير كل منهم لمهاراته المهنية، في إطار عدم الاهتمام الكافي من إدارات التحرير في الصحف والمواقع الإخبارية بتوجيه الصحفيين ودعمهم في تطوير مهاراتهم والتطرق إلى المجالات المهمة في العمل الصحفي، كما أظهرت المقابلات اتفاق المحررين على مجموعة من جوانب الأهمية التي تبرز الدور الحيوي لصحافة الحلول في التعامل مع التغيرات المناخية، أبرزها أن صحافة الحلول تُعد أداة مهمة للدولة في مواجهة التغير المناخي، من خلال إسهامها في تحفيز المبادرات والجهود المناخية.
وأوصت الدراسة بضرورة تشجيع صحافة الحلول وتعزيز ممارستها داخل غرف الأخبار، من خلال تبني نهج أكثر استدامة في التغطية الإعلامية لقضايا المناخ في المؤسسات الصحفية وعدم اقتصار الاهتمام بها خلال المؤتمرات والفعاليات الموسمية، ثم يتم إهمالها بعد ذلك، إلى جانب تدريب الصحفيين بشكل مستمر على أفضل الممارسات في صحافة المناخ ولا سيما صحافة الحلول، وتوسيع المساحة المخصصة لصحافة الحلول في الصحف والمواقع الإلكترونية، بحيث تكون على قدم المساواة مع أقسام الفن والسياسة والرياضة، ويقترح الباحثان تخصيص جائزة دورية باسم «صحافة الحلول المناخية» تتبناها نقابة الصحفيين بالتعاون مع الجهات والمؤسسات المعنية كوزارة البيئة أو غيرها من المؤسسات والجهات المهتمة بقضايا البيئة والمناخ داخل مصر أو خارجها.