هدفت هذه الدراسة إلى رصد ونقد وتحليل آليات التحيز في أطروحات خطاب الصحف الأمريكية تجاه الحــرب على غزة، والآثار المترتبة على هذه الحرب، وأدوات الانحيـاز فــي خطاب الصحف الأمــريكيــة، واستــراتيجياته، وتحليل أسلـوب الانحياز في صياغــة الأخبــار، وذلك في ضوء الروايتين الإســرائيـلية والفلسطينية. هذه الدراسة نقدية استخدمت تحليل الخطاب النقدي لتحليل ونقد آليات التحيز في خطاب الصحف الأمريكية تجاه الحرب الإسرائيلية على غزة. وتمثل مجتمع الدراسة في الصحف الأمريكية، في الفترة من يوم 7 أكتوبر 2023 ولمدة ثلاثة أشهر إلى يوم 6 يناير 2024م.
وتوصلت نتائج الدراسة إلى تعدد الأطروحات التي انطلق منها خطاب الصحف الأمريكية، ومنها تـوصيف وتفسيــر وتحليل الأزمــة، والــدعم الــدولي لإســرائيـل، وأطــروحــة إدانــة حــماس وعـزلها عن فلسطين والمجتمع الدولي، والتحــذيــر من تـوسع نطاق الحــرب، إضافة إلى التــداعيات السياسيــة والاقتصـاديــة، وأطــروحــة التهجيــر وأزمــة النازحين.
تنوعت آليات التحيز في خطاب الصحف الأمريكية، حيث عملت الصحف على تأطير الصراع، والتحيز في اختيار المراسلين، مع التركيز على الضحايا من جانب واحد، واستخدام المصطلحات، وإغفال سياق الأحـــداث، وسيطرة الرواية الإسرائيلية مع تبرير هجماتها واعتداءاتها وشيطنة الفلسطينيين لصالح الرواية الإسرائيلية.
تعددت آليات الانحياز في أسلـوب صياغــة الأخبــار، من خلال جعل أحداث 7 أكتـوبــر كمرتكز أساسي فــي صياغــة الخبــر، واستخــدام حــماس كمصــدر عنــد تغطيــة الضــربات الإســرائيـليــة، إضافة إلى استخدام عناوين عــريضــة تخــدم الــروايــة الإســرائيـليــة، مع الغمـوض فــي التغطيــة لطمس الــروايــة الفلسطينيــة.