تتعدد آليات التسويق الرقمي وتتطور تقنياته لتحقيق الوصول والتأثير المطلوب على المستهلك المستهدف،  وتتسابق الشركات والمنتجات نحو تبني أحدث أنواع التسويق الرقمي وصناعة المحتويات التسويقية التي  تُعرف بها وتُشكل اتجاهات إيجابية نحوها في أذهان الجمهور المستهدف .
ومن ضمن الأساليب الجديدة في صناعة المحتوى التسويقي الرقمي هو الإعلان بأسلوب السرد القصصي الرقمي digital story telling advertising أو مجموعة النصوص والمؤثرات الصوتية والمرئية والأدوات الرقمية المستخدمة لإنتاج قصة رقمية تعبر عن العلامة التجارية وتاريخها وكيفية استخدام المنتجات والتشجيع على شرائها بأسلوب شيق يضم الجوانب المعلوماتية والترفيهية معًا ويتم نشرها عبر المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي.
وتعددت الدراسات التي تناولت السرد القصصي الرقمي للعلامة التجارية في مختلف أنواع المنتجات ولقياس تأثيرها على اتجاهات ومدركات المستهلكين واستجاباتهم المختلفة، ورأت الباحثة أن مع ظهور التسويق الأخضر وتوجه العديد من العلامات التجارية نحو تطبيق عناصر التنمية المستدامة والتحول نحو المنتجات صديقة البيئة والمنتجات الخضراء حيث بدأ السوق المصري في استيعاب تلك المنتجات بشكل تدريجي، فكان من الهام دراسة تأثير تقنيات التسويق المختلفة التي تسعى نحو الترويج لتلك المنتجات وزيادة قبولها لدى المستهلكين وتفضيلها عن غيرها.
وتنطلق هذه الدراسة من قياس تأثير الإعلان بأسلوب السرد القصصي الرقمي على اتجاهات المستهلك نحو المنتجات الخضراء و العلامة التجارية عبر دراسة تجريبية على 50 مفردة منقسمة إلى مجموعتين لمقارنة تأثير الإعلان بأسلوب السرد القصصي الرقمي والإعلان الرقمي البيعي على اتجاهات المبحوثين وتقييمهم للمحتوى الإعلاني.
وتبين وجود علاقة إيجابية بين استخدام الإعلان بأسلوب السرد القصصي الرقمي وبين اتجاهات عينة الدراسة نحو المنتجات الخضراء بالمكونات الثلاثة للاتجاهات (المعرفي – العاطفي –السلوكي) إلا أن الدراسة لم تثبت فروق ذات دلالة إحصائية بين المبحوثين في اتجاهاتهم نحو العلامة التجارية أو تقييمهم لأسلوب الرسالة الإعلانية، وترى الباحثة أن أسلوب السرد القصصي قد يصلح  لحملات التوعية والعلاقات العامة بنسبة أكبر من حملات البيع المباشر والتأثير في تذكر وتبني علامات تجارية بعينها .