ليس هناك أدنى شك أن مواقع التواصل الاجتماعي، وبالأخص صناعة المحتوى الإعلامي وما يُقدم عليه من محتوى بين رواده يثير العديد من التساؤلات من بينها إلى أي مدى يرتبط هذا الخطاب بصحتنا النفسية والعقلية خاصة المحتوى المؤذي والساخر على الآخرين، من هذا المنطلق اهتمت الدراسة الحالية بتقصي مشكلة التنمر الإلكتروني من وجهة نظر الضحايا وعلاقة تعرضهم للتنمر الإلكتروني بالعديد من الاضطرابات النفسية كالقلق والاكتئاب ومستوى الأداء الدراسي والوظيفي وذلك باستخدام عينة عمدية على الشباب ووصلت حجم العينة 200 مبحوث، وفي المقابل ولتناول المشكلة من جانبها الآخر تم تطبيق استبيان آخر على مرتكبي التنمر الإلكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة مدى ارتباط ارتكاب التنمر الإلكتروني بالعديد من الاضطرابات النفسية كالنرجسية والسادية والميكافيلية والسيكوباتية؛ باستخدام عينة عمدية على الشباب ووصلت حجم العينة 200 مبحوث، ومن نتائج البحث: ثبوت صحة الفرض القائل بوجود علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين التعرض للتنمر الإلكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي وانخفاض مستوى الصحة النفسية والعقلية لدى المبحوثين، وكذلك وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين ارتكاب التنمر الإلكتروني واضطرابات الرباعي المظلم.