تعالت الكثير من أصوات النخبة العربية المعنية لعقود بالتحذير من مخاطر ما تطرحه كثير من الأعمال الدرامية، وطالبت بترشيح و"فلترة" العديد منها حتى لا تتعارض مع جدران منظومتي الأخلاق والقيم، فقد نوه البعض إلى الآثار السلبية التي تخلفها على الأسرة وترابطها وتماسكها، ولاسيما على صورة الأسرة ذاتها، كما توصل الباحثين إلى إثبات وجود علاقة سلبية مباشرة بين ما تطرحه كثير من الأعمال الدرامية على القنوات المتخصصة في بث وعرض الدراما التليفزيونية بوجه عام والدراما التي تنتجها أو تعرضها المنصات العربية ولاسيما (منصة شاهد) - موضع الدراسة- بشكل خاص، وما تتعرض له الأسرة من مشاكل وأزمات قد تصيبها بالتصدع والانهيار، وقد تباينت الآراء ما بين مؤيد ومعارض حول تأثير دراما المنصات العربية على مفهوم وحقيقة الترابط الأسري، والتواصل بين أفراد الأسرة الواحدة، وسلوك الشباب والأطفال واتجاهاتهم ونظرتهم إلى الحياة، وعلاقاتهم الأسرية البينية، وانعكاسها أيضًا على أنساقهم القيمية وسلوكياتهم اليومية. وانطلاقًا مما سبق يسعى البحث لدراسة صورة الأسرة بدراما المنصات العربية وعلاقتها بإشكالية الهوية الثقافية  وذلك بالتطبيق على منصة شاهد.