يُعد استخدام القنوات الإلكترونية والمنصات الرقمية وانتشارها بشكل سريع والإقبال على استخدامها والاستفادة منها سلاح ذو حدين إذا لم يحسن استخدامها بالشكل الصحيح فقد يؤدى إلى تحطيم وتدمير البناء الفكرى والاجتماعى والعقائدى والدينى للمجتمع على المدى البعيد لأنه سوف يؤدى إلى نمو أجيال من هؤلاء المتعرضين لذلك المحتوى قد لا تلتزم بالمعايير والأعراف التى التزمت بها المجتمعات لسنوات طويلة نتيجة لما تتضمنه هذه القنوات والمنصات من محتوى لا هم له سوى التلاعب بعقول الأطفال بهدف تدمير القيم الاجتماعية والفكرية والأخلاقية الأصيلة فى المجتمع. ونظراً للتواجد الضخم للأطفال على الانترنت – حيث يُمثل الأطفال ثلث مستخدمي الإنترنت على مستوى العالم— ولا يتم إلا القليل جداً لحمايتهم من مخاطر العالم الرقمي وزيادة وصولهم للمحتوى الآمن على الانترنت^. لذا وجب الإهتمام بمدى متابعة الطفل لهذه النوعية من المحتوى على القنوات الإلكترونية والمنصات الرقمية المختلفة ومدى إدراك الآباء لتأثير تلك القنوات والمنصات على أنفسهم وعلى أبنائهم أو الأطفال الأخرين عموماً و إلى أى مدى التأييد لفرض رقابة على تلك القنوات والمنصات. لذلك جاءت مشكلة الدراسة حول مدى “إدراك الآباء للقيم الأخلاقيه للذات وللآخرين من خلال المحتوى المقدم عبر القنوات الإلكترونية والمنصات الرقمية على سلوكيات الأطفال الإجتماعية " وذلك فى اطار تطبيق فروض نظرية تأثير الشخص الثالثThird Person Effect. و تهدف الدراسة رصد المخاطر التى إستحدثتها هذه القنوات والمنصات وتفعيل دور الآباء ودور التربية الإعلامية فى ظبط سلوكيات الأطفال المتعرضين للمحتوى الرقمى من خلال الكشف عن الرسائل المزيفة والقيم غير الملائمة التى يعمل المحتوى الرقمى على نشرها وإعداد الأطفال لفهم الثقافة الإعلامية التى تحيط بهم وحسن الإنتقاء والتعامل معها وإستخدامها بصورة فعالة ومؤثرة.