استهدفت هذه الدراسة استكشاف مدى قدرة أدوات الذكاء الاصطناعي ممثلة في أداتي Ailyze و Bing Chat gpt 4 في تحديد درجة تحضر تعليقات الجمهور على موقع فيس بوك مقارنة بالتحليل البشري، لتحقيق هذا الهدف تم اختيار قضية سياسية أثارت الجدل في مصر وهي قضية تعديل الدستور، ومسح تعليقات الجمهور حول أحد الأخبار المتعلقة بتلك القضية، ثم تحليل هذه التعليقات مرتين: مرة من خلال الأسلوب التقليدي اليدوي المعتمد على تصنيف النصوص إلى فئات وتحليلها طبقا لتعريفات إجرائية حددتها الباحثة، ومرة أخرى من خلال إدخال تلك النصوص لأداتي الذكاء الاصطناعي محل الدراسة، ومن ثم تم إجراء مقارنة بين النتائج التي حصلت عليها الباحثة باستخدام التحليلين وذلك بهدف الإجابة على التساؤل الخاص بما إذا كان الذكاء الاصطناعي قادرا على فهم وتصنيف وتحليل النصوص المكتوبة بالعامية المصرية بنفس كفاءة التحليل البشري، وما إذا كان قادرا على تحديد درجة التحضر في كل عبارة، وخلصت الدراسة إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي قدمت تحليلا جيدا للتعليقات، وهي نتيجة لافتة بالنظر لتعقيد كل من اللغة العربية، واللهجة العامية المصرية لاسيما في إطار خطاب يغلب عليه السخرية وعدم التحضر، لكن تظل هناك حدود لما يمكن لتلك الأدوات إنجازه، سواء في حجم النصوص التي يمكنها تحليلها أو في أسلوب التحليل أو عرض النتائج، وأنها لا يمكن أن تغني عن الدور البشري لاسيما مع وقوعها في أخطاء تتطلب المراجعة لنتائجها بواسطة الباحثين، وأنه من المتوقع أن تمثل تلك الأدوات وما يلحقها من تحديثات تطورا كبيرا في عمليات تحليل البيانات والنصوص في دراسات العلوم الاجتماعية خلال السنوات المقبلة، سواء فيما يتعلق بتحليل مضامين تفاعلات الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي أو النصوص الأدبية أو الإعلامية، وأنها إذا تم تطويرها وتلافي المعوقات التي تحدها حاليا فيمكن أن تقدم للباحثين في هذا المجال عونا كبيرا يوفر قدرا هائلا من الوقت والجهد.