سعت الدراسة لرصد وتحليل وتفسير تصورات تناول أزمة كورونا بخطابات الرأي فى المواقع الإلكترونية للصحف المصرية ، وذلك بالمقارنة بين موقعي صحيفتي الأهرام القومية واليوم السابع الخاصة؛ لرصد أوجه التشابه والاختلاف بينهما فيما يتعلق بتناول الأزمة، والكشف عن العوامل المؤثرة على إنتاج خطاب الأزمة وسياقات تداول الأزمة فى الصحيفتين. واستندت الدراسة على مدخل التحليل النقدي للخطاب بالانطلاق من مقاربة فيركلاو. وتوصلت النتائج إلى اختلاف منطلقات تناول أزمة كورونا فى خطاب الرأي بموقع صحيفتي الدراسة، فقد انطلقت معالجة اليوم السابع للأزمة من سياق يرتبط بتطور الأحداث؛ حيث تم تداول الأزمة من خلال السياق الطبي/ الصحي، أما خطاب الرأي فى صحيفة الأهرام فقد انطلق من معالجة للأزمة تدعم رؤية الدولة فى إدارة الأزمة؛ ولذلك جاء تناولها للأزمة غير متوازي مع سياق تطور الأحداث فى معظم الأحيان. وعلى الرغم من أن سياق أزمة كورونا هو سياق طبي وصحي فى الأساس، إلا أن خطاب الرأي بالأهرام تناولها من خلال السياق الاجتماعى والسياق السياسى يليهما بفارق كبير الاقتصادى ثم الطبى، وحتى عندما تناول خطاب الأهرام الأزمة من خلال السياق الطبى/ المحلي جاء مختلطاً بالسياق السياسي. وأكدت النتائج تحقق مقاربة فيركلاو؛ حيث يبدو تأثير سلطة السياق الاجتماعية والثقافية والممارسة الخطابية (السياسة التحريرية وأيديولوجية الكاتب) على تصورات الخطاب الصحفي لصحيفتي الدراسة إزاء أزمة كورونا خلال الموجة الثانية من انتشار الوباء.