تعالج هذه الدراسة الدراسة ملامح الهوية الوطنية فى تاريخ الجامعة المصرية من خلال عدة محاور، برزت فيها بقوة الروح الوطنية عند كل من شارك فى تحقيق مشروع هذه الجامعة العريقة منذ أن كانت فكرة، حتى إنطلاق التدريس بها، رغم أنف سلطات الإحتلال البريطانى، وصولاً الى أبعاد وأشكال الدور الوطنى البارز على إمتداد تاريخ هذه الجامعة الموقرة. وتبحث الدراسة أيضاً فى سبل مقاومة الوطنيين المصريين لمحاولات سلطات الإحتلال البريطانى فى مصر، والتى سعت لتعديل فكرة تأسيس الجامعة المصرية فى مهدها، إلا أن هذه المقامة آدت الى فشل تلك المحاولات.
وتبحث هذه الدراسة من ناحية آخرى فى ذلك الدور الوطنى البارز الذى لعبه أحفاد أسرة محمد على من أمثال الخديوى عباس حلمى الثانى، والأمير ثم الملك أحمد فؤاد، والأميرة فاطمة إسماعيل، وغيرهم، فى مساندة أمانى المصريين معنوياً ومادياً، ذلك الدور الذى كان له عظيم الأثر فى تحقيق حلم تأسيس هذه الجامعة، وإبتعاث أفواج متتالية من أبناء المصريين الى الجامعات الأوربية، لإستكمال دراساتهم هناك، ونقل خبراتهم العلمية الى طلاب الجامعة.
وفى دراستنا هذه سوف نناقش مدى إهتمام الشريحة المصرية المثقفة آواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، من أمثال الشيخ محمد عبده ومصطفى كامل وسعد زغلول وجورجى زيدان وقاسم أمين وسلامة موسى وأحمد لطفى السيد، وغيرهم كثر، بتحقيق حلم إقامة جامعة لأبناء الوطن فى ذلك الوقت.