شهد الربع الأخير من القرن المنصرم حالة من سيولة الروابط العربية -إن جاز التعبير- إثر حرب أكتوبر 1973م، مما أوجد حالة من التفكك -غير مسبوقة- وغياب وحدة الصف، وتجلت تلك السيولة في عديد المظاهر التي تتسم بالنزاع الحدودي تارة، وعلى الزعامة تارة ثانية، والداخلي تارة ثالثة.
ويلقي هذا البحث الضوء على دور جامعة الدول العربية يشكل عام، وجهود دولة الإمارات العربية المتحدة يشكل خاص، في محاولة حل تلك الأزمات منتهجين في سبيل ذلك الهدف كافة الوسائل السلمية –قدر الإمكان-، كما هدف البحث إلى بيان مواطن القوة والنجاح، وكذا أوجه الضعف والقصور والفشل في سياسة جامعة الدول العربية وكذا السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة داخل أروقة جامعة الدول العربية.
وقد خلص البحث إلى العديد من النتائج منها: نجاح جامعة الدول العربية في حل أغلب النزاعات سواءً عن طريق الوساطة من جانب الدول الأعضاء أو الأمين العام، أو حتى التدخل العسكري بقوات عربية مشتركة، كما أخفقت في حل بعض النزاعات الأخرى، وأما على صعيد دولة الإمارات فنرى اتساق الإرادة الشعبية والحكومية في دولة الإمارات العربية المتحدة مع أهدافها الغائية من سياستها الخارجية تجاه الوطن العربي، والتي تتفق بدورها مع نصوص دستور الدولة، وكذا استغلال دولة الإمارات كافة الفرص المتاحة لدعم العلاقات بين الأشقاء العرب ووأد الفتن الناشبة والتي تؤدي في النهاية إلى توحيد الكلمة العربية، سواء كانت تلك الفرص داخل أروقة جامعة الدول العربية، أو بالتحرك على المستوى الفردي خارج إطار الجامعة.