يستهدف البحث إجراء دراسة تاريخية- تحليلية للحملات العسكرية الإسكتلندية على أيرلندا التي كانت خاضعة للسيطرة الإنجليزية، من خلال تحليل دوافع هذه الحملات، ورصد الأهداف التي سعى الإسكتلنديون إلى تحقيقها من تلك الحملات التي بدأت في منتصف عام 1315م، واستمرت لمدة ثلاثة أعوام.
وتم عرض الآراء المختلفة حول دوافع الحملات، ثم خطوط سير القوات الإسكتلندية، وتحركاتها داخل الأراضي الأيرلندية، مع التركيز على أهم المعارك والاشتباكات التي اندلعت مع القوات الإنجليزية تارةً، ومع القوات الإنجليزية-الأيرلندية تارةً أخرى في الحملات الأربع؛ بدءًا من الحملة الأولى (مايو- سبتمبر1315م)، ثم الحملة الثانية (نوفمبر1315م- فبراير1316م)، ثم الحملة الثالثة (يناير- مايو1317م)، وأخيرًا الحملة الرابعة (1318م). كما تم عرض ردود أفعال الجانب الإنجليزي والأيرلندي تجاه الحملات، ودور زعماء القبائل الأيرلندية أثناء تلك الحملات، والخلافات التي حدثت بينهم، وتأثيرها على الوجود الإسكتلندي في أيرلندا، وموقف البابوية من تلك الحملات.
وتوصل البحث إلى وجود عدة دوافع للحملات العسكرية الإسكتلندية على أيرلندا، كان أهمها سعي الإسكتلنديين لفتح جبهة حرب ثانية أمام الإنجليز في أيرلندا؛ للضغط على الملك الإنجليزي للاعتراف باستقلال مملكة إسكتلندا، وحرمان إنجلترا من الموارد الأيرلندية. إلا أن تلك الحملات لم تنجح في تحقيق الأهداف المرجوة منها؛ ويرجع فشل تلك الحملات في تحقيق أهدافها إلى عدة أسباب منها المجاعة الشديدة التي شهدتها أيرلندا خلال تلك الفترة، وتباطؤ الملك الإسكتلندي في إرسال تعزيزات سريعة إلى القوات الإسكتلندية المتعثرة في أيرلندا. كما تركت تلك الحملات العديد من الآثار السلبية على العلاقات المستقبلية بين القوى الثلاث الإسكتلندية والإنجليزية والأيرلندية، وأهمها تجدد صراعات الحدود بين إنجلترا وإسكتلندا، وزيادة تدهور الحكم الإنجليزي في أيرلندا.