يعتبر موضوع القرصنة من أكثر المواضيع التي تثير نقاشا وجدلا حول تفسير الأعمال البحرية التي قامت بها القوى البحرية العربية المحلية ، والقوات البحرية للدول الأوروبية في العصور الحديثة من تاريخ الخليج العربي ، ففي الوقت الذي كانت القوى العربية ترى فيه ضرورة استجابة الأوروبيين للاعتراف بسيادتها على مياهها الإقليمية ( وهذا من حقها ) وبالتالي دفع رسوم المرور على السفن الأوروبية المارة في تلك المياه ، كانت الدول الأوروبية من جانبها تصف تلك الأعمال وتطلق عليها اسم القرصنة ، مبررة بذلك أعمالها العدوانية على تلك القوى العربية المحلية . وقد ركزت هذه الدراسة على تعريف القرصنة بصفة عامة والأساليب المتبعة فيها ، كما ركزت على القرصنة في منطقة الخليج من وجهة نظر البلد المستعمر ( بريطانيا ) والأهداف التي ترنو إلى تحقيقها جرّاء الترويج لمثل هذه الأكذوبة ، أيضا تناولت الدراسة خلفيات هذا الصراع بغية التعرف على أسبابه ونتائجه لإبراز الدور الحقيقي الذي قام به القواسم والسجل البطولي الذي دوّنوه . وقد خلصت الدراسة إلى أن الكثير من الحوادث التي نسبت إلى القواسم على أنها أعمال قرصنة كانت إما دفاعا عن النفس أو عبارة عن تقارير مغلوطة من أجل إيجاد مبرر لبريطانيا للقضاء على قوة القواسم في منطقة الخليج العربي .